فيه أقلص من ظل حصاة، أما الرواية فحديثة الميلاد، قريبة الإسناد، لم تستند إلى علماء نحارير، ولا إلى أعلام المشاهير، وأما الدراية فثمد لا يبلغ أفواها، وبرض لا يبل شفاها " ثم كتب بعد هذا: لا يغرنكم قول فلان في ولا قول فلان وعدد جماعة من الشعراء والفضلاء مدحوه بمقاطيع من الشعر، وأوردها كلها، ولا حاجة إلى الاتيان بها ها هنا، فلما فرغ من إيرادها كتب " فإن ذلك اعتزاز منهم بالظاهر المموه، وجهل بالباطن المشوه، ولعل الذي غرهم مني ما رأوا من حسن منصح للمسلمين ويبلغ الشفقة على المستفيدين، وقطع المطامع عنهم، وإفادة المبار والصنائع عليهم، وعزة النفس والرب بها على عن الإسفاف للدنيات، والإقبال على خويصتي، والإعراض عما يغنيني، فجللت في عيونهم، وغلطوا في ونسبوني إلى ما لست منه قبيل ولا دبير، وما أنا فيا أقول بهاضمٍ لنفسي كما قال الحسن البصري، رحمه الله تعالى، في أبكر الصديق رضوان الله عليه بقوله " وليتكم ولست بخيركم ": إن المؤمن ليهضم نفسه، وإنما صدقت الفاحص عني وعن كنه روايتي ودرايتي ومن لقيت وأخذت عنه، وما بلغ علمي وقصارى فضلي، وأطلعته طلع أمري، وأفضيت إليه بخبية سري، وألقيت إليه عجري وبجري، وأعلمته نجمي وشجري. وأما الموالد فقرية مجهولة من قرى خوارزم تسمى زمخشر، وسمعت أبي، رحمه الله تعالى، يقول: اجتاز بها أعرابي فسأل عن اسمها واسم كبيرها، فقيل له: زمخشر والرداد، فقال لا خير في شر ورد، ولم يلمم بها؛ وقت الميلاد شهر الله الصم في عام سبع وستين وأربعمائة، والله المحمود، والمصلى عليه محمد وآله وأصحابه " هذا آخر الإجازة، وقد أطال الكلام فيها، ولم يصرح له بمقصوده فيها، وما أعلم هل أجازه بعد ذلك أم لا.
وبيني وبينه في الرواية شخص واحد، فإنه أجاز زينب بنت الشعري، ولي منها إجازة كما تقدم في ترجمتها في حرف الزاي.
ومن شعره السائر قوله، وقد ذكره السمعاني في " الذيل " (١) قال: أنشدني أحمد بن محمود الخوارزمي إملاء بسمرقند، فقال: أنشدنا محمود بن عمر الزمخشري