للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقرتين كنقرات الديك من غير فصل ومن غير ركوع، وتشهد، وضرط في آخره، من غير نية السلام، وقال: أيها السلطان، هذه صلاة أبي حنيفة (١) ، فقال السلطان، لو لم تكن هذه الصلاة صلاة أبي حنيفة لقتلك، لأن مثل هذه الصلاة لا يجوزها ذو دين، فأنكرت الحنفية أن تكون هذه صلة أبي حنيفة، فأمر القفال بإحضار كتب أبي حنيفة، وأمر السلطان نصرانياً كاتباً يقرأ (٢) المذهبين جميعاً، فوجدت الصلاة على مذهب أبي حنيفة على ما حكاه القفال، فأعرض السلطان عن مذهب أبي حنيفة، وتمسك بمذهب الشافعي رضي الله عنه؛ انتهى كلام إمام الحرمين.

وكانت مناقب السلطان محمود كثيرة، وسيرته من أحسن السير، ومولده ليلة عاشوراء سنة إحدى وستين وثلثمائة. وتوفي في شهر ربيع الآخر، وقيل حادي عشر صفر، سنة إحدى، وقيل اثنتين وعشرين وأربعمائة بغزنة، رحمه الله تعالى.

(٢٤٢) وقام بالأمر من بعده ولده محمد بوصية من أبيه، اجتمعت عليه الكلمة، وغمرهم بإنفاق الأموال فيهم، وكان أخوه أبو سعيد مسعود غائباً، فقدم نيسابور وقد استتب أمر أخيه محمد، فراسله، ومال الناس إليه لقوة نفسه وتمام هيبته (٣) ، وزعم أن الإمام القادر بالله قلده خراسان، ولقبه الناصر لدين الله وخلع عليه وطوقه سواراً، فقوي أمره لذلك. وكان محمد هذه سيء التدبير منهمكاً في ملاذه، فأجمع الجند على عزل محمد وتولية الملك المسعود، ففعلوا ذلك، وقبضوا على محمد وحملوه إلى قلعة ووكلوا به.

(٢٤٣) واستقر الملك للأمير مسعود، وجرى له مع بني سلجوق خطوب يطول شرحها. وله في ترجمة المعتمد بن عباد حكاية في المنام، فلتننظر هناك (٤) . وقتل سنة ثلاثين وأربعمائة، واستولى على المملكة بنو سلجوق، وقد تقدم في


(١) في حاشية في تعليق بغير خط الأصل في الدفاع عن مذهب أبي حنيفة.
(٢) ن: فقرأ.
(٣) ن ر ق: في تمام.
(٤) لم يرد شيء من ذلك في ترجمة المعتمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>