للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوابه أبياتاً ورسالة، وهما:

ياذا الذي بقراع السيف هددنا (١) ... لا قام مصرع جنبي حين تصرعه

قام الحمام إلى البازي يهدده ... واستيقظت لأسود البر أضبعه

أضحى يسد فم الأفعى بإصبعه ... يكفيه ما قد تلاقي منه إصبعه وقفنا على تفاصيله (٢) وجمله، وعلمنا ما هددنا به من قوله وعمله، فيالله العجب من ذبابة تطن في أذن فيل، وبعوضة تعد في التماثيل، ولقد قالها من قبلك قوم آخرون، فدمرنا عليه وما كان لهم من ناصرين، أو للحق تدحضون، وللباطل تنصرون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، وأما ما صدر من قولك في قطع رأسي، وقلعك لقلاعي من الجبال الرواسي، فتلك أماني كاذبة، وخيالات غير صائبة، فإن الجواهر لا تزل بالأعراض، كما أن الرواح لا تضمحل بالأمراض، كم بين قوي وضعيف، ودني وشريف وإن عدنا إلى الظاهر والمحسوسات، وعدلنا عن البواطن والمعقولات، فنا أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله " ما أوذي نبي ما أوذيت " ولقد علمتم ما جرى على عترته، وأهل بيته وشيعته، والحال ما حال، والأمر ما زال، ولله الحمد في الآخرة والأولى إذ نحن مظلومون لا ظالمون، ومغضوبون لا غاضبون، وإذا جاء الحق زهق الباطل إن الباطل كان زهوقاًً، ولقد علمتم ظاهر حالنا، وكيفية رجالنا، وما يتمنونه من الفوت، ويتقربون به إلى حياض الموت، " قل فتمنوا الموت إن كنتم صادقين، ولا يتمنونه أبداً بما قدمت أيديهم والله عليم بالظالمين " الجمعة ٦ - ٧ وفي أمثال العامة السائرة: أو للبط تهددون بالشط فهيئ للبلايا جلباباً، وتدرع للرزايا أثواباً، فلأظهرن عليك منك، ولأفتتنهم (٣) فيك عنك، فتكون كالباحث عن حتفه بظلفه، والجادع مارن


(١) لي: هددني.
(٢) ق لي: تفصيله.
(٣) وردت هذه اللفظة بصةورة مختلفة في النسخ: ن: ولا يقيتهم؛ ر: ولا نصبهم؛ لي: ولا يفنيهم؛ بر من: ولا يقتيهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>