للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كيف لا يستأسد النبت إذا ... بات مسقياً بنوء الأسد (١) وله كل مقطوع لطيف، رحمه الله تعالى.

والوزير المذكور هو الذي تقدم ذكره في ترجمة أبي إسحاق إبراهيم الغزي الشاعر المشهور، فإن قصده بكرمان وامتدحه بقصيدة بائية طنانة ذكرت منها في ترجمة الغزي بيتين هما من الشعر العجيب، وضمنهما المعنى الغريب.

وأول هذه القصيدة:

ورود ركايا الدمع يكفي الركائبا ... وشم تراب الربع يشفي الترائبا

إذا شمت من برق العقيق عقيقه ... فلا تنتجع دون الجفون (٢) السحائبا ومنها عند الخروج إلى المديح:

وعيسٍ لها برهان عيسى بن مريم ... إذا قتل الفج العميق المطالبا

يرقصهن الآل إما طوافيا ... تراهن في آذيه أو رواسبا

سوانح (٣) كالبنيان تحسب أنني ... مسحت المطايا إذ مسحت السباسبا

تنسمن من كرمان عرفاً عرفته ... فهن يلاعبن النشاط لواغبا

يرين وراء الخفاقين من المنى ... مشارق لم يؤبه لها ومغاربا

إلى ماجد لم يقبل المجد وارثاً ... ولكن سعى حتى حوى المجد كاسبا

تبسم ثغر الدهر منه بصاحب ... إذا جد لم يصحب سوى العزم صاحبا ومنها:

تصيخ له الأسماع ما دام قائلاً ... وتعنو له الأبصار مادام كاتبا

ولم أر ليثاً خادراً قبل مكرم ... ينافس في العليا ويعطي الرغائبا

ولو لم يكن ليثاً مع الجود لم يكن ... إذا صال بالأقلام صارت مخالبا


(١) يتلاعب الزمخشري على لفظة " أسد " اسم البرج، والممدوح هو " شبل " الدولة
(٢) لي: البروق؛ ق ن: الخفوق.
(٣) كذا في النسخ، ولعلها " شوامخ ".

<<  <  ج: ص:  >  >>