للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قدامه، فلم يزالوا يقصون هذا الأُثر حتى انتهوا إلى البركة التي في شرقي حلوان، فنزل إليها بعض الرجالة فوجد فيها ثيابه، وهي سبع جباب (١) ، ووجدت مزررة لم تحل أزرارها، وفيها آثار السكاكين فأخذت وحملت إلى القصر (٢) بالقاهرة، ولم يشك في قتله، مع أن جماعة من المغالين في حبهم السخيفي العقول يظنون حياته، وأنه لا بد أن سيظهر، ويحلفون بغيبة الحاكم وتلك خيالات هذيانية (٣) ، ويقال إن أخته دست عليه من يقتله لأمر يطول شرحه، والله أعلم.

وابن المشجر: بضم الميم وفتح الشين المعجمة والجيم المشددة وبعدها راء.

وحلوان: بضم الحاء المهملة وسكون الميم وفتح الواو وبعد الألف نون، وهي قرية مليحة كثيرة النزه فوق مصر بمقدار خمسة أميال، كان يسكنها عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي لما كان والياً بمصر نيابة عن أخيه عبد الملك أيام خلافته، وبها توفي، وبها ولد ولده عمر بن عبد العزيز، رضي الله عنه (٤) .


(١) مج: سبع جبب.
(٢) مج: فأخذها ماضي وجاء بها إلى القصر.
(٣) لا بد أن نشير هنا إلى أن قتل الحاكم قد اتخذ في حينه صورة قضية واقعية يتعقب فاعلوها، إذ يذكر المسبحي في تاريخه (الجزء ٤٠: ١٤٨) أن تأثرا في الصعيد أخذ فقرر (فأقر أنه قتل الحاكم بأمر الله عليه السلام في جملة أربعة أنفس تفرقوا في البلاد فمنهم من مضى إلى برقة ومنهم من مضى إلى العراق، وأنه أظهر (لمقرره) قطعة من جلد رأسه عليه السلام وقطعة من الفوطة التي كانت عليه، فقال له حيدرة (المقرر) ولم قتلته فقال: غرت لله وللإسلام، فقال كيف قتلته، فأخرج سكيناً فضرب بها فؤاد نفسه فقتل نفسه وقال: هكذا قتلته.. الخ، وانظر الخطط ٢: ٢٨٩.
(٤) هنا تنتهي النسخة مج.

<<  <  ج: ص:  >  >>