للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأندلسي، وكان خروجه في نواحي برقة، ومال إليه خلق عظيم، وسير إليه الحاكم المذكور جيشاً كبيراً وانتصر عليهم وملك، ثم تكاثروا عليه وأمسكوه، ويقال إنه قتل من أصحابه مقدار سبعين ألفاً، وكان قبضهم إياه في سنة سبع وتسعين، وحمل إلى الحاكم فشهره وقتله، يوم الأحد السابع والعشرين من جمادى الآخرة من السنة، وحديثه مستوفى في تاريخ ابن الصابي (١) .

وكانت ولادته بالقاهرة ليلة الخميس الثالث والعشرين من شهر ربيع الأول سنة خمس وسبعين وثلثمائة.

وكانت يحب الانفراد والركوب على بهيمة وحده، فاتفق أنه خرج ليلة الاثنين السابع والعشرين من شوال سنة (٢) إحدى عشرة وأربعمائة إلى ظاهر مصر، وطاف ليلته كلها وأصبح عند قبر الفقاعي، ثم توجه إلى شرقي حلوان ومعه ركابيان، فأعاد أحدهما مع تسعة من العرب السويدين، ثم أعاد الركابي الآخر، وذكر هذا الركابي أنه خلفه عند القبر والمقصبة، وبقي الناس على رسمهم يخرجون يلتمسون رجوعه ومعهم دواب الموكب إلى يوم الخميس سلخ الشهر المذكور، ثم خرج يوم الأحد ثاني ذي القعدة مظفر صاحب المظلة وخطي الصقلبي ونسيم متولي الستر وابن بشتكين (٣) التركي صاحب الرمح وجماعة من الأولياء الكتاميين والأتراك (٤) ، فبلغوا دير القصير والموضع المعروف بسلوان (٥) ، ثم أمعنوا في الدخول في الجبل فبينما هم كذلك إذ أبصروا حماره الأشهب الذي كان راكباً عليه المدعو بالقمر، وهو على قرنة الجبل (٦) ، وقد ضربت يداه بسيف فأثر فيهما، وعليه سرجه ولجامه، فتتبعوا الأثر فإذا أثر الحمار في الأرض وأثر راجل خلفه وراجل


(١) ما بين معقفين ورد في ص ن ر ق وعند وستنفيلد، ولم يرد في المختار ولي مج والمطبوعة المصرية.
(٢) ر: من شهر شوال المبارك من شهور السنة.
(٣) ق ن: نشتكين.
(٤) زاد في مج: ومعهم ماضي القري.
(٥) مج: بعسلان، وغير واضحة في المختار؛ وفي دي سلان: بحلوان.
(٦) مج: فبصروا بالحمار الذي كان راكبه على قرنة الجبل.. فتتبع الأثر فإذا أثر الحمار.

<<  <  ج: ص:  >  >>