للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان الليل في غاية القصر، لأنه آخر فصل الربيع، فكأنه يقول: إذا لم يزرني فالليل عندي في غاية الطول، وإن زارني كان الليل عندي في غاية القصر، والله أعلم.

ولبعض شعراء عصره فيه وفي المغربي مفسر المنامات (١) ، وذكرها في الخريدة لحيص بيض، هكذا وجدتها في مختصر الخريدة للحافظ:

كل الذنوب ببلدتي مغفورة ... إلا اللذين تعاظما أن يغفرا

كون الجواليقي فيها ملقيا ... أدباً، وكون المغربي معبرا

فأسير لكنته يمل (٢) فصاحة ... وغفول يقظته يعبر عن كرى ونوادره كثيرة.

وكانت ولادته سنة ست وستين وأربعمائة. وتوفي يوم الأحد منتصف المحرم سنة تسع وثلاثين وخمسمائة ببغداد، ودفن بباب حرب، رحمه اللله تعالى، بعد أن صلى عليه قاضي القضاة الزينبي بجامع القصر.

والجواليقي: نسبة إلى عمل الجوالق وبيعها، وهي نسبة شاذة لأن الجموع لا ينسب إليها، بل ينسب إلى آحادها إلا ما جاء شاذاً مسموعاً في كلمات محفوظة مثل قولهم: رجل أنصاري، في النسبة إلى الأنصار، والجواليق في جمع جوالق شاذ لأن الياء لم تكن موجودة في مفرده، والمسموع فيه جوالق بضم الجيم وجمعه جوالق بفتح الجيم، وهو باب مطرد، قالوا: رجل حلاحل، إذا كان وقوراً، وجمعه حلاحل، وشجر عدامل، إذا كان قديماً، وجمعه عدامل، ورجل عراعر، وهو السيد، وجمعه عراعر، ورجل علاكد، إذا كان شديداً، وجمعه علاكد، وله نظائر كثير. وهو اسم أعجمي معرب، والجيم والقاف لا يجتمعان في كلمة واحدة عربية ألبيتة (٣) .


(١) ن ق: المفسر للمقامات؛ وهو خطأ يدل عليه البيت الثاني.
(٢) ن ص ق: يمد.
(٣) علق ابن المؤلف هنا بقوله: قلت يعني موسى بن أحمد، وكذلك الجيم والكاف نحو كيلجه، واله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>