للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أرأيت من يهدي الجلو ... د إلى عشيقته سواكا

وأظن أنك رمت أن ... تحكي بفعلك ذا سماكا

ذاك الذي أهدى الضيا ... ع لأم عمرو والصكاكا

فبعثت منتنةً كأن ... ك قد مسحت بهن فاكا

من لي بقربك يا رقي ... ع ولست أهوى أن أراكا

لكن لعلي أن أقط ... ع ما بعثت على قفاكا ونقلت من هذا الكتاب أيضاً (١) أن اللبادي الشاعر خرج من بعض مدن أذربيجان يريد أخرى، وتحته مهر له رائع، وكانت السنة مجدبة، فضمه الطريق وغلاماً حدثاً على حمار له، قال: فحادثته فرأيته أديباً راوية للشعر، خفيف الروح حاضر الجواب جيدة الحجة، فسرنا بقية يومنا، فأمسيا إلى خان على ظهر الطريق فطلبت من صاحبه شيئاً نأكله، فامتنع (٢) أن يكون عنده شيء، فرفقت به إلى أن جاءني برغيفين، فأخذت واحداً ودفعت إلى ذلك الغلام الآخر، وكان غمي على المهر أن يبيت بغير علف أعظم من غمي على نفسي، فسألت صاحب الخان عن الشعير فقال: ما أقدر منه على حبة واحدة، فقلت: فاطلب لي، وجعلت له جعيلة على ذلك، فمضى وجاءني بعد طويل وقال: قد وجدت مكوكين عند رجل حلف بالطلاق أنه لا ينقصهما عن مائة درهم، فقلت: ما بعد يمين الطلاق كلام، فدفعت إليه خمسين درهم، فجاءني بمكوك، فعلقته على دابتي وجلست أحادث الفتى، وحماره واقف بغير علف، فأطرق ملياً ثم قال: تسمع، أيدك الله، أبياتاً حضرت الساعة فقلت: هاتها، فأنشد:

يا سيد شعري نفياية شعركا ... فلذاك نظمي ما يقوم بنثركا

وقد انبسطت إليك في إنشاد ما ... هو في الحقيقة قطرةمن بحركا


(١) الهدايا والتحف: ٩٤.
(٢) المختار: فأبى؛ ص: فأنكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>