للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المثل السائر يا سيدي ... صنفت فيه الفلك الدائرا

لكن هذا فلك دائر ... تصير فيه المثل السائرا (٢٨٣) وكانت ولادة عز الدين المذكور بالمدائن يوم السبت مستهل ذي الحجة سنة ست وثمانين وخمسمائة. وتوفي في بغداد سنة خمس وخمسين وستمائة.

(٢٨٤) وتوفي أخوه موفق الدين المذكور ببغداد، في سنة ست وخمسين وستمائة، بعد أن أخذها التتر بقليل. وكانا فقيهين أدبيين فاضلين، لهما أشعار مليحة. ومولد الموفق المذكور في جمادى الآخرة، وقيل في شهر ربيع الأول، سنة تسعين وخمسمائة بالمدائن.

وله كتاب " الوشي المرقوم في حل المنظوم " وهو مع وجازته في غاية الحسن والإفادة، وله كتاب " المعاني المخترعة في صناعة الإنشاء "، وهو أيضاً نهاية في بابه، وله مجموع اختار فيه أبي تمام والبحتري وديك الجن والمتنبي، وهو في مجلد واحد كبير، وحفظه مفيد، وقال أبو البركات ابن المستوفي في " تاريخ إربل ": نقلت من خطه، في آخر هذا الكتاب المختار ما مثاله:

تمتع بع علقاً نفيساً فإنه اخ ... تيار بصير بالأمور حكيم

أطاعته أنواع البلاغة فاهتدى ... إلى الشعر من نهجٍ إليه قويم وله أيضاً ديوان ترسل في عدة مجلدات والمختار منه في مجلد واحد. ومن جملة رسائله، وكتبه إلى مخدومه وقد سافر في زمن الشتاء والبرد الشديد: " وينهي أنه سار عن الخدمة، وقد ضرب الدجن فيه مضاربه، وأسبل عليه ذوائبه، وجعل كل قرارة حفيراً، وكل ربوة غديراً، وخط كل أرض خطاً، وغادر كل جانب شطاً، كأنه يوازي يد مولانا في شيمة كرمها، والتثاث صوب ديمها، والمملوك يستغفر الله من هذا التمثيل، العاري عن فائدة التحصيل، وفرق بين ما يملأ الوادي بمائه، ومن يملأ النادي بنعمائه، وليس ما ينبت زهراً يذهبه المصيف، أو تمراً يأكله الخريف، كمن ينبت ثروة تغوث الأعطاف، ويأكل المرتبع والمصطاف، ثم استمر على مسير يقاسي الأرض ووحلها، والسماء ووبلها، ولقد جاد حتى ضجر، وأسرف حتى اتصل بره بالعقوق، وما خاف

<<  <  ج: ص:  >  >>