للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المملوك لمع البوارق كما خاف لمع البروق، ولم يزل من مواقع قطره في حرب، ومن شدة برده في كرب، والسلام ".

ولما سمع صاحبنا الحسام عيسى بن سنجر بن بهرام، المعروف بالحاجري الإربلي - المقدم ذكره - هذا المعنى، وهو قوله " ومن شدة بردة في كرب " أعجبه ونظم أبياتاً، ونت جملتها بيت أودعه هذا المعنى، وهو:

ويلاه من برد رضابٍ له ... أشكو إلى العذال منه الحريق ومن وقف على هذا البيت ربما يتشوق (١) على بقية أبيات، وهي قليلة فلا بأس بذكرها، وهي (٢) :

بين لوي الجزع ووادي العقيق ... من لا إلى السلوان عنه طريق

جانٍ جنى الخلة من ريقه ... حلو التثني والثنايا رشيق

لو لم تكن وجنته جنةً ... ما أنبتت ذاك العذار الأنيق

ويلاه من برد رضابٍ له ... أشكو إلى العذال منه الحريق

واعجبا يفعل بي في الهوى ... ما تفعل الأعداء وهو الصديق

روحي فدى الظبي الذي قده ... يفعل فعل السمهري الدقيق وقد سبق في ترجمة النفيس القطرسي - في حرف الهمزة (٣) - بيت من جملة أبياته الكافية يتضمن هذا المعنى، وهو قوله:

أحرقت يا ثغر الحبي ... ب حشاي لما ذقت بردك وأصل هذا المعنى لابن التعاويذي - المقدم ذكره - في بيت من جملة قصيدته النونية المشهورة، وهو:

يذكي الجوى بارد من ثغره شبمٌ ... ويوقظ الوجد طرف منه وسنان


(١) ر: تشوف؛ ق ن: تشوق.
(٢) ق: وهي مذكورة فنذكرها الآن.
(٣) انظر ج ١: ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>