إلى أبي القاسم محمد ابن هانئ الأندلسي - وقد تقدم ذكره أيضاً - وينسبان إلى غيره أيضاً، والله أعلم.
قال ابن الأنباري، فقال العلامة الزمخشري: روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما قدم عليه زيد الخيل قال له: " يا زيد، ما وصف لي أحد في الجاهلية فرأيته في الإسلام إلا دون ما وصف لي، غيرك ". قال ابن الأنباري، فخرجنا من عنده ونحن نعجب، كيف يستشهد الشريف بالشعر والزمخشري بالحديث وهو رجل عجمي (١)
وهذا الكلام، وإن لم يكن عين كلام ابن الأنباري، فهو في معناه، لأني لم أنقله من الكتاب، بل وقفت عليه منذ زمان وعلق بخاطري، وإنما ذكرت هذا لأن الناظر قد يقف على كتاب ابن الأنباري فيجد بين الكلامين اختلافاً فيظن أني تسامحت في النقل.
وكان أبو السعادات المذكور نقيب الطالبيين بالكرخ نيابة عن والده الطاهر، وله شعر حسن فمن ذلك قصيدة يمدح بها الوزير نظام الدين أبا نصر المظفر بن علي بن محمد بن جهير، أولها:
هذي السديرة والغدير الطافح ... فاحفظ فؤادك إنني لك ناصح
يا سدرة الوادي الذي إن ضله ال ... ساري هداه نشره المتفاوح
هل عائد قبل الممات لمغرمٍ ... عيش تقضى في ظلالك صالح
ما أنصف الرشأ الضنين بنظرة ... لما دعا مصغي الصبابة طامح
شط المزار به وبوئ منزلاً ... بصميم قلبك فهو دانٍ نازح
غصن يعطفه النسيم وفوقه ... قمر يحف به ظلام جانح
وإذا العيون تساهمته لحاظها ... لم يرو منه الناظر المتراوح
ولقد مررنا بالعقيق فشاقنا ... فيه مراتع للمها ومسارح
(١) نص كلامه: فتعجب الحاضرون من كلامهما، لأن الخبر كان أليق بالشريف والشغر أليق بالزمخشري.