للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ظلنا به نبكي فكم من مضمرٍ ... وجداً أذاع هواه دمع سافح

مرت الشؤون رسومها فكأنما ... تلك العراص المقفرات نواضح

يا صاحبي تأملا حييتما ... وسقى دياركما الملث الرائح

أدمى بدت لعيوننا أم ربرب ... أم خرد أكفالهن رواجح

أم هذه مقل الصوار رنت لنا (١) ... خلل البراقع أم قنا وصفائح

لم يبق جارحة وقد واجهتنا ... إلا وهن لها بهن جوارح

كيف ارتجاع القلب من أسر الهوى ... ومن الشقاوة أن يراض القارح

لو بله من ماء ضارج شربة ... ما أثرت للوجد فيه لواقح ومن هاهنا يخرج إلى المديح فأضربت عنه خوف الإطالة، ولم يكن المقصود إلا إثبات شيء من نظمه ليستدل به على طريقه فيه (٢) .

ومن شعره أيضاً:

هل الوجد خافٍ والدموع شهود ... وهل مكذب قول الوشاة جحود

وحتى متى تفي شؤونك بالبكا ... وقد حد حداً للبكاء لبيد

وإني وإن جفت (٣) قناتي كبرة ... لذو مرة في النائبات جليد وفيه إشارة إلى أبيات لبيد بن ربيعة العامري (٤) :

تمنى ابنتاي أن يعيش أبوهما ... وهل أنا إلا من ربيعة أو مضر

فقوما فنوحا بالذي تعلمانه ... ولا تخمشا وجهاً ولا تحلقا شعر

وقولا: هو المرء الذي لا صديقه ... أضاع، ولا خان العهود ولا غدر


(١) بر: لقد رنت.
(٢) ن ص ر: على المراد من طريقه فيه.
(٣) ق: خفت؛ ع بر من: حنت.
(٤) ديوان لبيد: ٢١٣؛ وفي ع بر من: فتذكر بعدها إن شاء الله تعالى؛ ولم يورد الأبيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>