للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير أني لم أقل من ... نيتي سمعاً وطاعه

ودفعت الجوع والل ... هـ فلم أسطع دفاعه

فاكفني كلفته الآ ... ن وأربحني (١) صداعه فكتب إليه ابن التلميذ:

أنا في الشعر ضعيف الط ... بع منزور البضاعه

ولك الخاطر قد أو ... تي طبعاً وصناعه

ومتى لم تكف شر ال ... جوع لم أكف صداعه

فعلى اسم الله قدم ... أخذه من بعد ساعه (٣٠٢) وكان بين ابن التلميذ المذكور وبين أوحد الزمان أبي البركات هبة الله بن علي بن ملكان (٢) الحكيم المشهور صاحب كتاب " المعتبر " (٣) في الحكمة تنافر وتنافس كما جرت العادة بمثله بين أهل كل فضيلة وصنعة، ولهما في ذلك أمور ومجالس مشهورة، وكان يهودياً ثم أسلم في آخر عمره، وأصابه الجذام فعالج نفسه بتسليط الأفاعي على جسده بعد أن جوعها، فبالغت في نهشه، فبرئ من الجذام وعمي، وقصته في ذلك مشهورة، فعمل فيه ابن التلميذ المذكور:

لنا صديق يهودي حماقته ... إذا تكلم تبدو فيه من فيه

يتيه والكلب أعلى منه منزلةً ... كأنه بعد لم يخرج من التيه


(١) ق ر: وارحني من.
(٢) ترجمة أوحد الزمان الحكماء: ٣٤٣ وابن أبي أصيبعة ١: ٢٥٩ وفي كليهما " ابن ملكا " - دون نون - وكذلك في هذا الموضع من النسخ ص ع والمختار، إلا أن المؤلف حين ضبطه في آخر الترجمة ذكر فيه النون، وكذلك ورد الضبط في ع ص اللتين سقطت النون فيها في هذا الموضع.
(٣) يعد هذا الكتاب من أجل كتب الزمان، قال القفطي " أخلاء من النوع الرياضي وأتى فيه بالمنطق والطبيعي والإلهي فجاءت عبارته فصيحة ومقاصده في ذلك الطريق صحيحة وهو أحسن كتاب صنف في هذا الشأن في هذا الزمان ".

<<  <  ج: ص:  >  >>