للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هزلاً منذ خدمنا، فاكشفوا قضيته، فكشفوها راتبه بدار القوارير قد انقطع، فطالعو الخليفة بذلك (١) ، فتقدم بردها عليه، وكان الذي قد قطعه الوزير عون الدين بن هبيرة، وزاده إقطاعاً آخر (٢) ، وأخباره كثيرة (٣) .

وتوفي في صفر سنة ستين وخمسمائة ببغداد، وقد ناهز المائة من عمره، وقال ابن الأزرق الفارقي في تاريخه: مات ابن التلميذ في عيد النصارى. وكان قد جمع من سائر العلوم ما لم يجتمع في غيره، ولم يبق ببغداد من الجانبين من لم يحضر البيعة وشهد جنازته.

وليس في هذه الترجمة ما يحتاج إلى التقييد سوى ملكان جد أوحد الزمان - وهو بفتح الميم والكاف وبينهما لام ساكنة وبعد الألف نون.

وقد تقدم في الترجمة ابن الجواليقي ما دار بينهما بحضرة الإمام المقتفي (٤) .

قلت وبعد فراغي من ترجمة أمين الدولة ابن التلميذ المذكور وقفت على كتاب جمعه شيخنا موفق الدين أبو محمد عبد اللطيف بن يوسف البغدادي، وجعله سيرة لنفسه، وجميعه بخطه، وذكر في اوائله ابن التلميذ، ووصفه بالعلم في صناعة الطب وإصابته، ثم قال: ومنها أنه أحضرت إليه امرأة محمولة لا يعرف أهلها في الحياة هي أم في الممات، وكان الزمان شتاء، فأمر بتجريدها، وصب عليها الماء المبرد صباً متتابعاً كثيراً، ثم أمر بنقلها إلى مجلس دفيئ قد


(١) ر: فطالبوا الخليفة بردها.
(٢) علق ابن المؤلف في المختار عند هذا الموضع بإيراد حكاية مشابهة، وهي جكاية أحد الخلفاء، وكيف زار المدينة وسأل عن فتى بمعالمها وأحوالها وما فيها من مياه ومنازل وقبائل.. الخ وأن الخليفة وعده عطاء وكان الفتى معسراً، ثم نسي الأمر، فلما وقف الفتى على أحد البيوت قال للخليفة، يا أمير المؤمنين: هذا بيت عاتكة الذي يقول فيه الأحوص " يا بيت عاتكة الذي تعزل "، فاستغرب الخليفة ذلك لأن الفتى لم يكن يبدأه القول حتى يسأله، فسرد الخليفة القصيدة وفي نفسه فوقف عند قول الشاعر فيها:
وأراك تصدق ما تقول وبعضهم ... مذق الكلام يقول ما لا يفعل ففطن لوعده؛ وإنما لخصنا الحكاية لأنها مبتورة في المختار بسبب ضياع أوراق في هذا الموضع.
(٣) ر: وأخباره ونوادره كثيرة.
(٤) هنا تنتهي الترجمة في: ع بر من.

<<  <  ج: ص:  >  >>