للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدولة بقصيدة شكره فيها على صنعه، ورجا صلته، فلم يصله بشيء أرضاه، وكانت فيه رغبة، فتكلم وطلب طلباَ شديداً، وهو مستخف عند بعض م يعرف من أهل صناعته، وطالت المدة، فخرج سكران يشتري نقلاً (١) ، فما شعر إلا وقد أخذ (٢) ، وحمله صاحب الشرطة حتى أدخله على ثقة الدولة، فقال له: ما الذي بلغني يا بائس قال: المحال أيد الله سيدنا الأمير، قال: ومن هو الذي يقول في شعره:

فالحر ممتحن بأولاد الزنا ... قال: هو الذي يقول:

وعداوة الشعراء بئس المقتنى ... فتنمر ساعة ثم أمر له بمائة رباعي (٣) وأخرجه من المدينة كراهية أن تقوم عليه نفسه فيعاقبه بعد أن عفا عنه، فخرج منها.

وهذا المستشهد به عجزا بيتين من شعر المتنبي في قصيدته النونية التي يمدح بها بدر بن عمار، وأولها (٤) :

الحب ما منع الكلام الألسنا ... وألذ شكوى عاشقٍ ما أعلنا وهي من مشاهير قصائده، وأول العجز الأول:

وأنه المشير عليك في بضلةٍ ... فالحر ممتحن بأولاد الزنا وأول العجز الثاني:

ومكايد السفهاء واقعة بهم ... وعداوة الشعراء بئس المقتنى


(١) ع ن بر من: بقلا.
(٢) ن ر ص: كتف.
(٣) الرباعي: وحدة تساوي ربع دينار، وأحياناً كانت تزيد على ذلك، وفي بر: بمائة دينار.
(٤) ديوان المتنبي: ١٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>