للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا من لبست عليه أثواب الضنى ... صفراً موشعةً بحمر الأدمع

أدرك بقية مهجة لو لم تذب ... أسفاً عليك نفيتها عن أضلعي (١) وكان في مدة انقطاعه في داره وضيق صدره بسبب عطلته وكثرة كلفه قد حدث في عينيه ألم انتهى به إلى مقاربة العمى، وكنت أجتمع به في كل وقت، فتأخرت عنه مديدة لعذر أوجب ذلك، وكنت في ذلك الوقت أنوب في الحكم بالقاهرة المحروسة عن قاضي القضاة بدر الدين أبي المحاسن يوسف بن الحسن بن علي الحاكم بالديار المصرية المعروف بقاضي سنجار، فكتب إلي ابن مطروح يقول:

يا من إذا استوحش طرفي له ... لم يخل قلبي منه من أنس

والطرف والقلب، على ما هما ... عليه، مأوى البدر والشمس وله من جملة قصيدة طويلة (٢) :

ملك الملاح ترى العيو ... ن عليه دائره يطق

ومخيم بين الضلو ... ع وفي الفؤاد له سبق والبيت الأول مأخوذ من قول المتنبي:

وخصر تثبت الأبصار فيه ... كأن عليه من حدقٍ نطاقا واليطق: بفتح الياء المثناة من تحتها والطاء المهملة وبعدها قاف، وهو عبارة عن جماعة من الجند يبيتون كل ليلة حول خيمة الملك محيطين به يحرسونه إذا كان مسافراً، وهو لفظ تركي.

والسبق: بفتح السين المهملة والباء الموحدة وبعدها قاف، وهي خيمة الملك إذا كان مسافراً، فإنه تقدم له خيمة إلى المنزلة التي يتوجه إليها، حتى إذا جاءها له ينزل فيها، ولا يتوقف على انتظار وصول الخيمة التي


(١) وأنشدني له ... أضلعي: لم يرد في س.
(٢) هذا وما بعده سقط من س أيضاً حتى قوله " ومجرى السوابق "؛ وانظر ابن الشعار: ١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>