للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهي أرض قلما يلحقها ... آمل والركب لم أعدم لحوقه

طالما استجليت في أرجائها ... من يتيه البدر إذ يدعى شقيقه

يفضح الورد احمراراً خده ... وتود الخمر لو تشبه ريقه

فبه الحسن خليق لم يزل ... والمعالي بابن مطروح خليقه وكانت ولادته يوم الاثنين ثامن رجب سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة بأسيوط، وتوفي ليلة الأربعاء مستهل شعبان سنة تسع وأربعين وستمائة بمصر، ودفن بسفح الجبل المقطم، وحضرت الصلاة عليه ودفنه، وأوصى أن يكتب عند رأسه دوبيت نظمه في مرضه، وهو:

أصبحت بقعر حفرةٍ مرتهناً ... لا أملك من دنياي إلا كفنا

يا من وسعت عبادة رحمته ... من بعض عبادك المسيئين أنا ومما ذكر أنه وجد في رقعة مكتوبة تحت رأسه بعد موته:

أتجزع مِ الموت (١) هذا الجزع ... ورحمة ربك فيها الطمع

ولو بذنوب الورى جئته ... فرحمته كل شيء تسع رحمه الله تعالى.

(٣٣٠) وتوفي قاضي القضاة بدر الدين يوسف (٢) المذكور يوم السبت رابع عشر رجب سنة ثلاث وستين وستمائة بالقاهرة، ودفن في تربته المجاورة لمدرسته بالقرافة الصغرى. وأخبرني مراراً عديدة أنه ولد في شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسمائة في جبال إربل، وهو زرزاري النسب، رحمه الله تعالى (٣) .

وأسيوط: بضم الهمزة وسكون السين المهملة وضم الياء المثناة من تحتها وبعدها واو ساكنة ثم طاء مهملة، وهي بليدة بالصعيد الأعلى من ديار مصر ومنهم من يسقط الهمزة ويضم السين فيقول: سيوط، والله تعالى أعلم.


(١) س من بر: للموت.
(٢) انظر شذرات الذهب ٥: ٣١٣ وعبر الذهبي ٥: ٢٧٤، وفي كليهما (زراري) .
(٣) هنا تنتهي الترجمة في ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>