أما كان في عجائز الأزد من تقسمه فيهن (١)
ومدحه عمر بن لجأ بشعر يقول فيه:
آل المهلب قوم إن نسبتهم ... كانوا الأكارم آباء وأجدادا
كم حاسدٍ لهم يعيا بفضلهم ... وما دنا من مساعيهم ولا كادا
إن العرانين تلقاها محسدةً ... ولا ترى للئام الناس حسادا
لو قيل للمجد حد عنهم وخلهم ... بما احتكمت من الدنيا لما حادا
إن المكارم أرواح يكون لها ... آل المهلب دون الناس أجسادا وقال الأصمعي: قدم على يزيد بن المهلب قوم من قضاعة، فقال رجل منهم:
والله ما ندري إذا ما فاتنا ... طلب لديك من الذي نتطلب
ولقد ضربنا في البلاد فلم نجد ... أحداً سواك إلى المكارم ينسب
فاصبر لعادتك التي عودتنا ... أو لا فأرشدنا إلى من نذهب فأمر له بألف دينار، فلما كان في العام المقبل وفد عليه فأنشده:
ما لي أرى أبوابهم مهجورةً ... وكأن بابك مجمع الأسواق
حابوك أم هابوك أم شاموا الندى ... بيديك فانتجعوا من الآفاق
إني رأيتك للمكارم عاشقاً ... والمكرمات قليلة العشاق فأمر له بعشرة آلاف درهم.
وأجمع علماء التاريخ على أنه لم يكن في دولة بني أمية أكرم من بني المهلب، كما لم يكن في دولة بني العباس أكرم من البرامكة، والله أعلم، وكان لهم في الشجاعة أيضاً مواقف مشهورة.
وحكى ابن الجوزي في كتاب " الأذكياء " أن يزيد بن المهلب وقعت
(١) زاد بعده في المطبوعة المصرية: وغضب غضباً شديداً، ولم يرد في المسودة والنسخ ق ع بر من، أما س فإن رواية المدائني كلها سقطت منها.