للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من أمركم وما أنتم فيه وما هو كائن، قال: أفمسمى أم موصوفاً قال: كل ذلك موصوف بغير اسم واسم بغير صفة، قال: فما تجدون صفة أمير المؤمنين قال: نجده في زماننا الذي نحن فيه أنه ملك أقرع، من يقم لسبيله يصرع، قال: ثم من قال: رجل يقال له الوليد (١) ، قال: ثم ماذا قال: رجل اسمه نبي يفتح به على الناس - قلت: وهو سليمان بن عبد الملك - قال: أفتعلم ما ألي قال: نعم، قال: فمن يليه بعدي قال: رجل يقال له يزيد، قال: في حياتي أم بعد موتي قال: لا أدري، قال: أفتعرف صفته قال: يغدر غدرة، لا أعرف غير هذا.

قال: فوقع في نفسه أنه يزيد بن المهلب، وارتحل فسار سبعاً وهو وجل من قول الشيخ، وقدم فكتب إلى عبد الملك يستعفيه من العراق، فكتب إليه: قد علمت الذي تغزو، وأنك تريد أن تعلم رأيي فيك. ثم إن الحجاج أجمع على عزل يزيد فلم يجد لذلك سبباً، حتى قدم الخيار ابن سبرة، وكان من فرسان المهلب، وكان مع يزيد، فقال له الحجاج: أخبرني عن يزيد، فقال: حسن الطاعة لين السيرة، قال: كذبت، اصدقني عنه، فقال: الله أجل وأعظم، قد أسرج ولم يلجم، قال: صدقت، واستعمل الخيار على عمان بعد ذلك.

ثم كتب إلى عبد الملك يذم يزيد وآل المهلب، وخلاصة الأمر أنه كرر القول مع عبد الملك في ذلك إلى أن كتب إليه عبد الملك: قد أكثرت في يزيد وآل المهلب، فسم لي رجلاً يصلح خراسان، فسمى له مجاعة بن سعد السعدي، فكتب إليه عبد الملك: إن رأيك الذي دعاك إلى استفساد آل المهلب هو الذي دعاك إلى مجاعة بن سعد (٢) السعدي، فانظر لي رجلاً حازماً ماضياً لأمرك، فسمى قتيبة بن مسلم الباهلي، فكتب إليه وله، فبلغ يزيد أن الحجاج عزله فقال لأهل بيته: من ترون الحجاج يولي خراسان قالوا: رجلاً من ثقيف، قال:


(١) بر: رجل اسمه الوليد.
(٢) في متن الطبري: مجاعة بن سعر، وفي سرح العيون: ابن مسعر.

<<  <  ج: ص:  >  >>