للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلك الحال، وقرن بهرة وخنزيرة، فجعل يسلح والصبيان يتبعونه ويصيحون، وألح عليه ما يخرج منه حتى أضعفه فسقط، فقيل لعبيد الله: لا نأمن أن يموت، فأمر به أن يغسل، ففعلوا، فلما اغتسل قال:

يغسل الماء ما فعلت وقولي ... راسخ منك في العظام البوالي فرده عبيد الله إلى الحبس، وقيل لعبيد الله: كيف اخترت له هذه العقوبة فقال: لأنه سلح علينا، فأحببت أن تسلح الخنزيرة عليه.

وكان مما قال ابن مفرغ في عباد بن زياد من جملة أبيات عديدة:

إذا أودى معاوية بن حرب ... فبشر شعب تغبك بالصداع

فأشهد أن أمك لم تباشر ... أبا سفيان واضعة القناع

ولكن كان أمراً (١) فيه لبس ... على وجلس شديدٍ وارتياع وقال أيضاً:

ألا أبلغ معاوية بن صخر ... مغلغلة عن الرجل اليماني

أتغضب أن يقال أبوك عف ... وترضى أن يقال أبوك زاني

فأشهد أن رحمك من زياد ... كرحم الفيل من ولد الأتان

وأشهد أنها ولدت زياداً ... وصخر من سمية غير دان قلت، قوله: فأشهد أن رحمك من زياد، البيت الثالث، أخذه من قول أبي الوليد، وقيل أبي عبد الرحمن، حسان بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، في بيت من جملة أبيات وهي قوله (٢) :

لعمرك إن إلك من قريشٍ ... كإل السقب من رأل النعام الإل: بكسر الهمزة وتشديد اللام، وهو الرحم، والسقب: بفتح السين


(١) بهامش المسودة: خ: امر.
(٢) ديوان حسان: ٢١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>