(٢) علق هنا صاحب المختار بقوله: " قلت، أعني كاتبها موسى بن أحمد لطف الله به: نقلت خط والدي رضي الله عنه ما صورته: وفد على معاوية بن أبي سفيان وفد من بني مخزوم وفيهم رجل أعمى معروف بين العرب، فوقفوا ببابه ينتظرون الإذن لهم في الدخول عليه، فجاء زياد ابن أبيه يوماً ليدخل إلى معاوية فسلم فارتج له الباب، فقال أعمى بني مخزوم: من الرجل فقيل له زياد بن أبي سفيان، فقال: كذب والله، إن أبا سفيان كان صديقي وأغشاه في كل وقت وأنا أعرف الناس به وببنيه وحاشاه من الزنا، فمضى زياد إلى معاوية فقال له صد عني أعمى بني مخزوم فقال معاوية ولم ذلك؛ قال: طعن في نسبي منك وأفسد في عقائد أهل الشام، فقال له معاوية: أعجزت عن قطع لسانه، فانصرف إلى منزله، وأرسل إلى أعمى بني مخزوم بألف دينار، فلما كان من الغد جاء ليدخل على معاوية، فسلم على من بالباب، وفيهم وفد بني مخزوم والأعمى فارتج له الباب، فقال الأعمى: من المسلم فقيل زياد، فبكى الأعمى، فقيل له مم بكاؤك فقال: قد علمتم ما كن بيني وبين أبي سفيان رحمه الله من المودة والألفة وكنت أعرف منه بحة في حلقه وقد سمعتها من نغمة ولده زياد، فذكرت عهده فبكيت. انتهى ما نقلته والله أعلم ".