للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

معنا أخانا نكتل) (يوسف: ٦٣) فقال لي: نفعل، قلت: ينبغي أن يكون ماضيه كتل، فقال: لا، ليس هذا وزنه إنما هو نفتعل، فقلت له: نفتعل كم حرف هو قال: خمسة أحرف، قلت: فنكتل كم حرفاً هو قال: أربعة أحرف، فقلت: أيكون أربعة أحرف بوزن خمسة أحرف فانقطع وخجل وسكت، فقال محمد بن عبد الملك: فإنما تأخذ كل شهر ألفي درهم على أنك لا تحسن وزن نكتل! قال: فلما خرجنا قال لي يعقوب: يا أبا عثمان هل تدري ما صنعت فقلت له: والله لقد قاربتك جهدي، وما لي في هذا ذنب.

قلت: وذكر أبو الحسن ابن سيده هذه الحكاية في أول خطبة كتابه " المحكم في اللغة " لكنه قال: إن ذلك كان بين يدي المتوكل، والله أعلم.

وقال غير ابن عساكر: كان يعقوب بن السكيت يؤدب مع أبيه بمدينة السلام في دار القنطرة صبيان العامة، حتى احتاج إلى الكسب، فجعل يتعلم النحو. وحكى عن أبيه قد حج فطاف بالبيت وسعى وسأل الله تعالى أن يعلم ابنه النحو فتعلم بالنحو واللغة، وجعل يختلف إلى قوم من أهل القنطرة فأجروا له كل دفعة عشرة دراهم وأكثر حتى اختلف إلى بشر وهارون ابني هارون، أخوين كانا يكتبان لمحمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي (١) ، فما زال يختلف إليهما وإلى أولادهما دهراً، فاحتاج ابن طاهر إلى رجل يعلم أولاده، وجعل ولده في حجر إبراهيم بن إسحاق المصعبي، فرتب يعقوب وجعل له رزقاً خمسمائة درهم، ثم جعلها ألف درهم.

وقال أبو العباس ثعلب: كان ابن السكيت يتصرف في أنواع العلوم، وكان أبوه رجلاً صالحاً، وكان من أصحاب الكسائي حسن المعرفة بالعربية. وكان سبب (٢) قعود يعقوب للناس وقصدهم إياه أنه عمل شعر أبي النجم العجلي وجرده فقال: ادفعه لي لأنسخه فقال: يا أبا العباس، حلفت بالطلاق


(١) من عادة المؤلف أن يحيل على التراجم، وقد وردت ترجمة محمد بن عبد الله بن طاهر في النسخة مج (انظر ج ٥: ٩٢) ولم يشر إليها، أتراها من الزيادات الموضوعة عليه
(٢) قارن بما عند الزبيدي: ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>