للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أزال حجابه عني وعيني ... تراه من المهابة في حجاب

وقربني تفضله ولكن ... بعدت مهابةً عند اقترابي وكانم: بكسر النون، جنس من السودان وهم بنو عم تكرور، وكل واحدة من هاتين القبيلتين لا تنسب إلى أب ولا أم، وإنما كانم اسم بلدة بنواحي غانة، وهي دار ملك السودان الذين بجنوب الغرب، فسمي هذا الجنس باسم هذه البلدة، وتكرور اسم للأرض التي هم فيها، وسمي جنسهم باسم أرضهم، والجميع من بني كوش بن حام بن نوح عليه السلام، والله أعلم (١) .

(٣٥٦) ولما حضرت الوفاة الأمير يعقوب المذكور وقضى نحبه بايع الناس ولده أبا عبد الله محمد بن يعقوب وتلقب بالناصر، ونهض إلى إفريقية فهزم الميورقي المذكور وارتجع المهدية من نوابه، وقد كان استولى عليها في مدة اشتغال الأمير يعقوب بالأعداء، ثم تحرك محمد بن يعقوب إلى جزيرة الأندلس، فكانت وقعة العقاب في سنة تسع وستمائة. وتوفي محمد سنة ست عشرة وستمائة [لعشر خلون من شعبان] (٢) ومولده في سنة ست وسبعين وخمسمائة والمغاربة يقولون: إن محمد بن يعقوب المذكور أوصى عبيده المشتغلين بحراسة بستانه بمراكش أن كل من ظهر لهم بالليل فهو مباح الدم لهم. ثم أراد أن يختبر قدر أمره لهم، فتنكر وجعل يمشي في البستان ليلاً، فعندما رأوه جعلوه غرضاً لرماحهم، فجعل يقول: أنا الخليفة، أنا الخليفة، فما تحققوه حتى هلك، والله أعلم بصحة ذلك.

(٣٥٨) ثم ولي بعده ولده أبو يعقوب يوسف بن محمد بن الأمير يعقوب، وتلقب


(١) ودخل الأديب ... أعلم: سقط من بر من ر س وهو ثابت في المختار وهامش المسودة.
(٢) لم يرد في النسخ الخطية.

<<  <  ج: ص:  >  >>