للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخبرني الشهاب ابن التلعفري المذكور أن مولده في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة بالموصل سنة ثلاث وتسعين وخمسمائة، وتوفي في عاشر شوال سنة خمس وسبعين وستمائة بمدينة حماة، وأنشد قبيل موته لنفسه وهو آخر شعره:

إذا ما بات من ترب فراشي ... وبتُّ مجاور الرب الكريم

فهنوني أصيحابي وقولوا ... لك البشرى قدمت على رحيم وحوثرة: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفتح الثاء المثلثة وبعدها راء ثم هاء، وهي في الأصل اسم لحشفة الذكر، وبها سمي الإنسان. قال ابن الكلبي في كتاب جمهرة النسب: سمي ربيعة بن عمرو بن عوف بن بكر بن وائل حوثرة لأنه حج فمر بامرأة معها قعب لها، فاستامها فأكثرت فقال: والله لو أدخلت حوثرتي فيه، يعني كمرته، لملأته، فسمي حوثرة.

والمنجنيقي: بفتح الميم وسكون النون وفتح الجيم وكسر النون الثانية وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها قاف، هذه النسبة إلى المنجنيق، وهو معروف. وإذ قد جرى ذكره ينبغي الكلام عليه ففيه أشياء غريبة: منها: انه من جملة الآلات المنقولة المستعملة، والقاعدة في هذا الباب: أن تكون ميمه مكسورة، إلا ما شذَّ عن ذلك في ألفاظٍ قليلة مثل منخل ومدهن ومسعط، وغير ذلك، مع أن ابن الجواليقي في كتاب " المعرب " (١) حكى فيه أربع لغات: فتح الميم، وكسرها على القاعدة، ومنجنوق بالواو بدل الياء، ومنجليق باللام عوض النون الثانية، وحكى في الميم والنون الأولى ثلاثة أقوال، قيل إنهما أصليتان، وقيل زائدتان، وقيل الميم أصلية والنون زائدة، والله أعلم. وهو اسم أعجمي، فإن الجيم والقاف لا يجتمعان في كلمة عربية، مثل الجرموق والجردق والجوسق والجلاهق والقبج وغير ذلك، وهذا باب مطرد، وكذلك الجيم والصاد لا يجتمعان في كلمة عربية


(١) المعرب: ٣٠٥ - ٣٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>