للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أسهرت عيني بعد غمض ... مخافة أن تضيع إذا فنيت

وفي لطف المهيمن لي عزاء ... بمثلك إن فنيت وإن بقيت

فجب في الأرض وابغ بها علوماً ... ولا تقطعك جائحة سبوت

وإن بخل العليم عليك يوماً ... فذل له وديدنك السكوت

وقل بالعلم كان أبي جواداً ... يقال ومن أبوك فقل يموت

يقرّ لك الأباعد والأداني ... بعلمٍ ليس يجحده البهوت وكان يموت قد قدم مصر مراراً، وآخر قدومه إليها في سنة ثلاث وثلثمائة، وخرج في سنة أربع وثلثمائة. قال أبو سعيد ابن يونس الصدفي المصري في تاريخه المختص بالغرباء: مات يموت بن المزرع سنة أربع وثلثمائة بدمشق؛ وقال أبو سليمان بن زبر في تاريخه: إنه مات في سنة ثلاث وثلثمائة بطبرية الشام، والله أعلم.

وأما ولده مهلهل فإن الخطيب ذكره في " تاريخ بغداد " وقال: هو شاعر مليح الشعر في الغزل وغيره، وسكن بغداد وسمع منه، وكتب عنه شعره أبو بعضة (١) إبراهيم بن محمد المعروف بتوزون. ثم قال الخطيب: أخبرني التنوخي قال، قتا لنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن العباس الأخباري: حضرت في سنة ست وعشرين وثلثمائة مجلس تحفة القوّالة جارية أبي عبد الله ابن عمر البازيار، وإلى جانبي عن يسرتي أبو نضلة مهلهل بن يموت بن المزرع (٢) ، وعن يميني أبو القاسم بن أبي الحسن البغدادي، فغنت تحفة من وراء الستارة بهذه الأبيات:

بي شغلٌ به عن الشغل عنه ... بهواه وإن تشاغل عني

ظن بي جفوةً فأعرض عني ... وبدا منه ما تخوف مني

سره أن أكون فيه حزيناً ... فسروري إذا تضاعف حزني فقال لي أبو نضلة: هذا الشعر لي، فسمعه أبو القاسم، وكان ينحرف


(١) س: أبو بعضبه.
(٢) وضع في المسودة كسرة تحت الشدة على الراء في هذا الموضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>