عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، فاستعمل ابن حنيف حكيم بن جبلة المذكور على شرطة البصرة.
ثم إن طلحة والزبير لحقا بمكة وفيها عائشة رضي الله تعالى عنها، فاتفقوا وقصدوا البصرة، وفيها ابن حنيف المذكور، فأتى حكيم بن جبلة إلى ابن حنيف، وأشار عليه بمنعهم من دخول البصرة، فأبى وقال: ما أدري ما رأي أمير المؤمنين في ذلك، فدخلوها وتلقاهم الناس، فوقفوا في مربد البصرة وتكلموا في قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وبيعة علي رضي الله تعالى عنه، فرد عليهم رجل من عبد القيس، فنالوا منه ونتفوا لحيته، وترامى الناس بالحجارة واضطربوا، فجاء حكيم بن جبلة إلى ابن حنيف ودعاه إلى قتالهم فأبى، ثم أتى عبد الله بن الزبير إلى مدينة الرزق ليرزق أصحابه من الطعام الذي فيها، وغدا حكيم بن جبلة في سبعمائة من عبد القيس فقاتله فقتل حكيم وسبعون رجلاً من أصحابه.
وروي أن ابن جبلة قال لامرأته وكانت من الأزد: لأعملنّ بقومك اليوم عملاً يكونون به حديثاً للناس، فقالت له: أظن قومي سيضربونك اليوم ضربة تكون حديثاً للناس، فلقيه رجل يقال له سُحيم فضرب عنقه، فبقي معلقاً بجلدةٍ، فاستدار رأسه، فبقي مقبلاً بوجهه على دبره، وكان ذلك قبل وصول علي رضي الله عنه بجيوشه إليهم، ثم قدم عليهم وتقابل الجيشان يوم الخميس النصف من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين للهجرة عند موضع قصر عبيد الله بن زياد، ثم كانت الوقعة العظمى المشهورة بوقعة الجمل يوم الخميس لعشر بقين من الشهر المذكور، وكان أول قدومهم، وقتل حكيم بن جبلة قبل ذلك بأيام في هذا الشهر أيضاً، وقتل بين الفريقين مقدار عشرة آلاف، وقتل طلحة والزبير رضي الله عنهما في ذلك اليوم، لكنه بغير قتال، ولولا خوف الإطالة لشرحته.
وقال المأموني في تاريخه: وقيل إن أهل المدينة علموا بيوم الجمل يوم الخميس قبل أن تغرب الشمس، وفيه كان القتال، وذلك أن نسراً مر بما