للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسمعت عليه " الجامع " لأبي عيسى الترمذي، وأجاز لي رواية ما رواه، وكتب لي خطه بذلك في شوال سنة سبع وستين وخمسمائة.

ومنهم الحافظ مجد الدين أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي الأشيري الصنهاجي، أجاز لي جميع ما يرويه على اختلاف أنواعه، وفي فهرستي خطه بذلك مؤرخاً بشهر رمضان سنة تسع وخمسين وخمسمائة، وفهرسته عندي بذلك قلت: توفي أبو محمد عبد الله الأشيري المذكور في شوال سنة إحدى وستين وخمسمائة بالشام، ودفن ببعلبك رحمه الله تعالى ظاهر باب حمص شمالي البلد.

ومنهم الحافظ سراج الدين أبو بكر محمد بن علي الجياني (١) ، قرأت عليه " صحيح مسلم " من أوله إلى آخره بالموصل، و " الوسيط " للواحدي، وأجاز لي رواية ما يرويه في تاريخ سنة تسع وخمسين وخمسمائة.

فهذه أسماء من حضر في خاطري، وقد سمعت من جماعة لم يحضرني روايتهم عند جمع هذا الكتاب، كشهدة الكاتبة في بغداد وأبي المغيث في الحربية، والشيخ رضي الدين القزويني المدرس بالنظامية وجماعة شذت عني طرقهم، فلم أذكرهم، إذ كان في هؤلاء غنية؛ هذا آخر ما ذكره عن نفسه.

وقال غيره: إنه قرأ الفقه على أبي البركات عبد الله ابن الشيرجي المذكور فقيه الموصل، وكان عالماً زاهداً متقشفاً، وتوفي في جمادى الأولى سنة أربع وسبعين وخمسمائة بالموصل ودفن بظاهرها.

ثم اشتغل بالخلاف على الضياء ابن أبي حازم صاحب محمد بن يحيى الشهيد النيسابوري. ثم باحث في الخلاف متفنني أصحابه، كالفخر النوقاني والبروي والعماد النوقاني والسيف الخواري والعماد الميانجي.

ثم انحدر إلى بغداد بعد التأهل التام ونزل بالمدرسة النظامية وترتب فيها


(١) ترجمة الجياني في اتكملة: ٥٠٠ والنفح ٢: ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>