للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فانتهره، فأقام، وتقدم يوسف فصلى، وقرأ (إذا وقعت الواقعة) (الواقعة:١) و (سأل سائل) (المعارج:١) ثم أرسل إلى خالد وطارق وأصحابهما فأخذوا وإن القدور لتغلي.

وقال أبو عبيدة: حبس يوسف خالداً، فصالحه أبان بن الوليد عنه وعن أصحابه على تسعة آلاف ألف درهم، ثم ندم يوسف، وقيل له لو لم تقبل هذا المال لأخذت منه مائة ألف ألف درهم، فقال: ما كنت لأرجع عن شيء رهنت به لساني وأخبر أصحاب خالد خالداً فقال: أسأتم حين أعطيتموه هذا المال في أول وهلة، ما يؤمنني أن يأخذها ثم يرجع عليكم فارجعوا إليه، فأتوه فقالوا: إنا أخبرنا خالداً بما فارقناك عليه من المال، فذكر أنه ليس عنده، فقال: أنتم أعلم وصاحبكم، فأما أنا فلا أرجع عليكم وإن رجعتم لم أمنعكم، قالوا: فإنا قد رجعنا، قال: فوا لله لا أرضى بتسعة آلاف [ألف] ولا بمثلها ومثلها، فذكر ثلاثين ألف ألف، ويقال مائة ألف ألف.

وقال أشرس مولى بني أسد، وكان تاجراً ليوسف بن عمر: أتانا كتاب هشام، فقرأه يوسف، فكتمنا ما فيه وقال: أريد العمرة، فخرج وأنا معه، واستخلف ابنه الصلت على اليمن، فما كلم أحداً منا بكلمة واحدة حتى انتهى إلى العذيب فأناخ وقال: يا أشرس أين دليلك فقلت: هوذا، فسأله عن الطريق، فقال: هذه طريق المدينة وهذه طريق العراق، فقلت: والله ما هي بأيام عمرة، فلم يتكلم حتى أناخ بين الحيرة والكوفة في بعض الليل، ثم استلقى على ظهره ورفع إحدى رجليه على الأخرى وقال:

فما لبثتنا العيس أن قذفت بنا ... نوى غربةٍ والعهد غير قديم ثم قال: يا أشرس: ابغني إنساناً أسائله، فأتيته برجل فقال: سله عن ابن النصرانية، يعني خالداً القسري، فقلت: ما فعل خالد قال: في الحمة، اشتكى فخرج إليها، فقال: سله عن طارق، فقال: ختن بنيه فهو يطعم الناس بالحيرة، وخليفته عطية بن مقلاص يطعم الناس بالكوفة

<<  <  ج: ص:  >  >>