للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتجر (١) ، فلما بلغ الأجل أراد الخروج إليه، فحبسه عدم الريح، فعمل تابوتاً وجعل فيه ألف دينار، وأغلقه وسمره وألقاه في البحر، فقال: اللهم هذا الذي ضمنته لي، فخرج صاحب المال ينتظر قدوم الذي معه المال، فرأى سواداً في البحر فقال: ايتوني بهذا، فأتي بالتابوت ففتحه، فإذا فيه ألف (٢) دينار.

ثم إن الرجل جمع ألفاً بعد ذلك، وطابت الريح، فجاء إلى النحاس وسلم عليه، فقال له النحاس: من أنت فقال: أنا صاحب الألف، هذه ألفك، فقال النحاس: لا أقبلها منك حتى تخبرني ما صنعت بها، فأخبره بالذي صنع، وأن الريح لم تطب، فقال له النحاس: قد أدى الله عز وجل عنك الألف ووصلت.

وله أخبار كثيرة، وروايات مأثورة. وكان يونس يروي للشافعي رضي الله عنه:

ما حك جلدك مثل ظفرك ... فتول أنت جميع أمرك

وإذا قصدت لحاجةٍ ... فاقصد لمعترفٍ بقدرك وقال يونس: قال لي الشافعي رضي الله عنه: يا يونس، دخلت بغداد قلت: لا، قال: ما رأيت الدنيا ولا رأيت الناس.

وقال يونس: سمعت من الشافعي كلمة لا تسمع إلا من مثله، وهي " رضى الناس غاية لا تدرك، فانظر ما فيه صلاح نفسك في أمر دينك ودنياك فالزمه ".

وقال علي بن قديد: كان يونس بن عبد الأعلى يحفظ الحديث ويقوم به. وذكره أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسوي فقال: هو ثقة؛ وقال غيره: ولد يونس في ذي الحجة سنة سبعين ومائة، وتوفي يوم الثلاثاء ليومين


(١) س: ليتجر.
(٢) س: فإذا هو بألف.

<<  <  ج: ص:  >  >>