للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

السينية (١) ، فلما انتهى فيها إلى قوله:

إقدام عمرو في سماحة حاتم ... في حلم أحنف في ذكاء إياس قال له الوزير: أتشبه أمير المؤمنين بأجلاف العرب فأطرق ساعة، ثم رفع رأسه وأنشد:

لا تنكروا ضربي له من دونه ... مثلاً شروداً في الندى والباس

فالله قد ضرب الأقل لنوره ... مثلاً من المشكاة والنبراس فقال الوزير للخليفة: أي شيء طلبه فأعطه، فإنه لا يعيش أكثر من أربعين يوماً، لأنه قد ظهر في عينيه الدم من شدة الفكر، وصاحب هذا لا يعيش إلا هذا القدر، فقال له الخليفة: ما تشتهي قال: أريد الموصل، فأعطاه إياها، فتوجه إليها، وبقي هذه المدة ومات؛ وهذه القصة لا صحة لها أصلاً.

وقد ذكر أبو بكر الصولي في كتاب " أخبار أبي تمام " (٢) ، أنه لما أنشد هذه القصيدة لأحمد بن المعتصم وانتهى إلى قوله: إقدام عمرو - البيت المذكور - قال له [أبو يوسف يعقوب بن الصباح] (٣) الكندي الفيلسوف، وكان حاضراً: الأمير فوق من وصفت، فأطرق قليلاً ثم زاد البيتين الآخرين، ولما أخذت القصيدة من يده لم يجدوا فيها هذين البيتين، فعجبوا من سرعته وفطنته.

ولما خرج قال أبو يوسف، وكان فيلسوف العرب: هذا الفتى يموت قريباً. ثم قال بعد ذلك: وقد روي هذا على خلاف ما ذكرته، وليس بشيء، والصحيح هو هذا.

وقد تتبعتها وحققت صورة ولايته للموصل، فلم أجد سوى أن الحسن


(١) مطلع هذه القصيدة (ديوانه ٢: ٢٤٢) :
ما في وقوفك ساعة من باس ... نقضي ذمام الأربع الادراس (٢) أخبار أبي تمام: ٢٣١ - ٢٣٢.
(٣) لم يرد في المسودة.

<<  <  ج: ص:  >  >>