للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من عمل الفراشين ولا مدخل له ههنا، فلما قرأ البيت الثالث عض على شفته وقال: قتل.

وقال الصولي (١) : قد ذكر ذلك أبو الفتح محمود بن الحسين المعروف بكشاجم في كتاب " المصايد والمطارد "، عند قوله فيه: وأغفل الجاحظ في باب ذكر انقياد بعض المأكولات لبعض الآكلات ذكر الحمار الذي يرمي بنفسه على الأسد إذا شم ريحه] .

ولما أنشد أبو تمام دلف العجلي قصيدته البائية المشهورة التي أولها (٢) :

على مثلها من أربع وملاعب ... أذيلت مصونات الدموع السواكب استحسنها وأعطاه خمسين ألف درهم وقال له: والله إنها لدون شعرك، ثم قال له: والله ما مثل هذا القول في الحسن إلا ما رثيت به محمد بن حميد الطوسي، فقال أبو تمام: وأي ذلك أراد الأمير قال: قصيدتك الرائية التي أولها:

كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر (٣) ... فليس لعين لم يفض ماؤها عذر وددت والله أنها لك في، فقال: بل أفدي الأمير بنفسي وأهلي وأكون المقدم قبله، فقال: إنه لم يمت من رثي بهذا الشعر.

وقال العلماء: خرج من قبيلة طيىء ثلاثة، كل واحد مجدي في بابه: حاتم الطائي في جوده، وداود بن نصير الطائي في زهده، وأبو تمام حبيب بن أوس في شعره.

وأخباره كثيرة (٤) ورأيت الناس مطبقين على أنه مدح الخليفة بقصيدته


(١) يبدو أن المؤلف هنا ينقل عن شرح الصولي لشعر أبي تمام، فهذا التعليق لم يرد في كتابه " أخبار أبي تمام "؛ وانظر: المصايد والمطارد: ٤٦ ففيه النص والخبر عن التهاجي بين أبي تمام وعبد الصمد بن المعذل وتعليق عبد الصمد على أبيات أبي تمام؛ ولم يرد في م ر قوله " وقال الصولي ".
(٢) ديوانه ١: ٢٠٥ والخبر في الصولي: ١٢١ - ١٢٥.
(٣) ر: الدهر.
(٤) وأخباره كثيرة: سقطت من ص.

<<  <  ج: ص:  >  >>