للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضيت لك العليا وقد كنت أهلها ... وقلت لهم بيني وبين أخي فرق

ولم يك بي (١) عنها نكول وإنما ... تجافيت (٢) عن حقي فتم لك الحق

ولا بد لي من أن أكون مصلياً ... إذا كنت أرضى أن يكون لك السبق [وأورد له أيضاً قوله:

قد جرى في دمعه دمه ... فإلى كم أنت تظلمه

رد عنه الطرف منك فقد ... خرقته منك أسهمه

كيف يسطيع التجلد من ... خطرات الوهم تؤلمه] (٣) وكان ناصر الدولة شديد المحبة لأخيه سيف الدولة، فلما توفي سيف الدولة - في التاريخ الآتي ذكره في ترجمته إن شاء الله تعالى - تغيرت أحوال ناصر الدولة وساءت أخلاقه وضعف عقله، إلى أن لم يبق له حرمة عند أولاده وجماعته، فقبض عليه ولده أبو تغلب فضل الله الملقب عدة الدولة المعروف بالغضنفر بمدينة الموصل باتفاق من إخوته، وسيره إلى قلعة أردمشت (٤) في حصن السلامة، وذكر شيخنا ابن الأثير في تاريخه أن هذه القلعة هي التي تسمى الآن قلعة كواشي، وذلك في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وخمسين وثلثمائة، ولم يزل محبوساً بها إلى أن توفي يوم الجمعة وقت العصر ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة ثمان وخمسين وثلثمائة، ونقل إلى الموصل ودفن بتل توبة شرقي الموصل؛ وقيل إنه توفي سنة سبع وخمسين.

وقال محمد بن عبد الملك الهمذاني في كتاب " عنوان السير " في آخر ترجمة ناصر الدولة ما مثاله: ولم يزل - يعني ناصر الدولة - مستولياً على ديار الموصل وغيرها حتى قبض عليه ابنه الغضنفر في سنة ست وخمسين وثلثمائة، وكانت


(١) د: وما كان لي.
(٢) د: تجاوزت.
(٣) زيادة من د.
(٤) هـ: اودمست؛ أ: ازدمشت.

<<  <  ج: ص:  >  >>