للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المسلمين، وقد ملكوا كثيراً من بلاد العراق والحجاز وبلاد الشرق والشام إلى باب مصر، ولما أخذوا الحجر تركوه عندهم في هجر، وقتل أبو طاهر المذكور في سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة.

والقرمطي: بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم وبعدها طاء مهملة؛ والقرمطة في اللغة تقارب الشيء بعضه من بعض، يقال: خط مقرمط، ومشي مقرمط، إذا كان كذلك. وكان أبو سعيد المذكور قصيراً مجتمع الخلق أسمر كريه المنظر، فلذلك قيل له قرمطي. وقد ذكر القاضي أبو بكر الباقلاني فصلاً طويلاً من أحوالهم في كتاب " كشف أسرار الباطنية ".

وأما الجنابي: فإنه بفتح الجيم وتشديد النون وبعد الألف باء موحدة، وهذه النسبة إلى جنابة، وهي بلدة من أعمال فارس متصلة بالبحرين عند سيراف، والقرامطة منها، فنسبوا إليها.

والأحساء - بفتح الهمزة وسكون الحاء المهملة وبعدها سين مهملة ثم همزة ممدودة - وهي كورة في تلك الناحية، فيها بلاد كثيرة منها جنابة المذكورة وهجر والقطيف - وهي بفتح القاف وكسر الطاء المهملة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها فاء - وغير ذلك من البلاد؛ والأحساء: جمع حسي - بكسر الحاء وسكون السين المهملة - والحسي: ماء تنشفه الأرض من الرمل، فإذا صار إلى صلابة أمسكته فتحفر العرب عنه الرمل فتستخرجه. ولما كانت هذه الأرض كثيرة الأحساء سميت بهذا الاسم، وصار علماً عليها لا تعرف إلا به.

وأما البحرين فقد قال الجوهري في كتاب " الصحاح ": البحرين بلد، والنسبة إليه بحراني، وقال الأزهري: إنما ثنوا البحرين لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر الأعظم عشرة فراسخ، وقدرت البحيرة ثلاثة أميال في مثلها، ولا يغيض ماؤها، وهو راكد زعاق، وهذه النواحي كلها بلاد العرب، وهي وراء البصرة تتصل بأطراف الحجاز وهي على ساحل البحر المتصل باليمن والهند، بالقرب من جزيرة قيس ابن عميرة وهي التي تسميها العامة كيش، وهي في وسط البحر بين عمان وبلاد فارس، وفي تلك الناحية أيضاً رامهرمز وغيرها من البلاد، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>