للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن كان أهبطها الإله لحكمه ... طويت عن الفطن اللبيب الأروع (١)

إذ عاقها الشرك الكثيف فصدها ... قفص عن الأوج الفسيح الأربع

فكأنها برق تألق بالحمى ... ثم انطوى فكأنه لم يلمع ومن المنسوب إليه أيضاً، ولا أتحققه، قوله:

اجعل غذاءك كل يوم مرة ... واحذر طعاماً قل هضم طعام

واحفظ منيك ما استطعت فإنه ... ماء الحياة يراق في الأرحام وينسب إليه البيتان اللذان ذكرهما الشهرستان في أول كتاب " نهاية الأقدام " وهما (٢) :

لقد طفت في تلك المعاهد كلها ... وسيرت طرفي بين تلك المعالم

فلم أر إلا واضعاً كف حائر ... على ذقن أو قارعاً سن نادم [ومن شعره أيضاً:

هذب النفس بالعلوم لترقى ... فترى الكل فهي للكل بيت

إنما النفس كالزجاجة والعل ... م سراج وحكمة الله زيت

فهي إن أشرقت فإنك حي ... وهي إن أظلمت فإنك ميت] (٣) وفضائله كثيرة ومشهورة.

وكانت ولادته في سنة سبعين وثلثمائة في شهر صفر، وتوفي بهمذان يوم الجمعة من شهر رمضان سنة ثمان وعشرين وأربعمائة ودفن بها. وحكى شيخنا عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير في تاريخه الكبير (٤) أنه توفي بأصبهان، والأول أشهر، رحمه الله تعالى.


(١) ج: اللوذعي.
(٢) انظر نهاية الأقدام: ٣.
(٣) زيادة من ص.
(٤) تاريخ ابن الأثير ٩: ٤٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>