للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلطالما زكيتني ... وأنا المصر (١) على المعاصي

أيام نأخذها ونعط ... ي في أباريق الرصاص ومن شعره أيضاً:

فأقسمت لو أصبحت في قبضة الهوى ... لأقصرت عن لومي وأطنبت في عذري

ولكن بلائي منك أنك ناصح ... وأنك لا تدري بأنك لا تدري [وذكر ابن قتيبة في كتاب " طبقات الشعراء " قال (٢) : كان في الكوفة ثلاثة يقال لهم الحمادون: حماد عجرد وحماد الراوية وحماد بن الزبرقان النحوي، وكانوا يتعاشرون وكانوا كلهم يرمون بالزندقة.

وقيل إن حماد عجرد أهدى إلى مطيع بن إياس غلاماً وكتب معه: قد أهديت إليك من يتعلم عليه كظم الغيظ.

ولما أقعد حماد عجرد لتأديب ولد الأمين قال بشار بن برد:

قل للأمين جزاك الله صالحة ... لا تجمع الدهر بين السخل والذيب

فالسخل يعلم أن الذئب آكله ... والذئب يعلم ما في السخل من طيب وقال أيضاً:

يا أبا الفضل لا تنم ... وقع الذئب في الغنم

إن حماد عجرد ... شيخ سوء قد اغتلم

بين فخذيه حربة ... في غلاف من الأدم

إن رأى ثم غفلة ... مجج الميم في القلم فشاعت الأبيات، فأمر الأمين أن يخرج حماد.


(١) الأغاني: المقيم.
(٢) انظر الشعر والشعراء: ٦٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>