للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

خير من طرف الجناح ومن الساق ومن العنق فإن كان قد بلغ من نبلك (١) أنك لا تأكله فانظر أين هو، قال: والله لا أدري أين هو، رميت به، قال: لكني أدري أين هو، رميت به في بطنك فالله حسبك.

ودعبل ابن عم أبي جعفر بن عبد الله بن رزين الملقب أبا الشيص الخزاعي الشاعر المشهور، وكان أبو الشيص من مداح الرشيد، ولما مات رثاه ومدح ولده الأمين.

وكانت ولادة دعبل في سنة ثمان وأربعين ومائة، وتوفي سنة ست وأربعين ومائتين بالطيب، وهي بلدة بين واسط العراق وكور الأهواز، رحمه الله تعالى.

وجده رزين مولى عبد الله بن خلف الخزاعي، والد طلحة الطلحات، وكان عبد الله المذكور كاتب عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على ديوان الكوفة، وولي طلحة سجستان فمات بها، رحمه الله تعالى.

ولما مات دعبل - وكان صديق البحتري، وكان أبو تمام الطائي قد مات قبله كما تقدم - رثاهما البحتري بأبيات منها (٢) :

قد زاد في كلفي وأوقد لوعتي ... مثوى حبيب يوم مات ودعبل

أخوي لا تزل السماء مخيلة ... تغشاكما بسماء مزن مسبل

جدث على الأهواز يبعد دونه ... مسرى النعي ورمة بالموصل ودعبل - بكسر الدال وسكون العين المهملتين وكسر الباء الموحدة وبعدها لام - وهو اسم الناقة الشارف، وكان يقول: مررت يوماً برجل قد أصابه الصرع، فدنوت منه وصحت في أذنه بأعلى صوتي: دعبل، فقام يمشي كأنه لم يصبه شيء.


(١) أج: من مثلك.
(٢) ديوان البحتري: ١٧٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>