للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أحمد بن حنبل: قتل الحجاج سعيد بن جبير وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه. ثم مات الحجاج بعده في شهر رمضان من السنة، وقيل بل مات بعده بستة أشهر، ولم يسلطه الله تعالى بعده على قتل أحد حتى مات. ولما قتله سال منه دم كثير، فاستدعى الحجاج الأطباء وسألهم عنه وعمن كان قتله قبله، فإنه كان يسيل منهم دم قليل، فقالوا له: هذا قتلته ونفسه معه والدم تبع للنفس، ومن كنت تقتله قبله كانت نفسه تذهب من الخوف، فلذلك قل دمهم.

وقيل للحسن البصري: إنالحجاج قد قتل سعيد بن جبير، فقال: اللهم ايت على فاسق ثقيف، والله لو أن من بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لكبهم الله عز وجل في النار.

ويقال إن الحجاج لما حضرته الوفاة كان يغوص ثم يفيق ويقول: ما لي ولسعيد بن جبير وقيل إنه في مدة مرضه كان إذا نام رأى سعيد بن جبير آخذاً بمجامع ثوبه يقول له: يا عدو الله، فيم قتلتني فيستيقظ مذعوراً ويقول: ما لي ولسعيد بن جبير! ويقال: إنه رئي الحجاج في النوم بعد موته، فقيل له: ما فعل الله بك فقال: قتلني بكل قتيل قتلته قتلة، وقتلني بسعيد ابن جبير سبعين قتلة.

وحكى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتاب " المهذب " أن سعيد بن جبير كان يلعب بالشطرنج استدباراً، ذكره في كتاب الشهادات في فصل اللعب بالشطرنج.

<<  <  ج: ص:  >  >>