الكوفة قال: من همدان، فازداد عجباً، قال: ما تقول في أبي بكر قال: ما أدركت دهره ولا أدركه دهري، ولقد قال الناس فيه وأحسنوا وهو إن شاء الله كذلك، قال: فما تقول في عمر فقال مثل ذلك، فقال: ما تقول في عثمان قال: ما أدركت دهره ولا أدركه دهري، ولقد قال فيه ناس فأحسنوا وقال فيه ناس فأساءوا وعند الله علمه، قال: فما تقول في علي فقال مثل ذلك، قال: سب علياً، قال: لا أسبه، قال: والله لتسبنه أو لأضربن عنقك، فقال: والله لا أسبه، فأمر بضرب عنقه، فقام رجل بيده سيف فهزه حتى أضاء في يده كأنه خوصة وقال: لتسبنه أو لأضربن عنقك، قال: والله لا أسبه، ثم نادى: ويلك يا سليمان أدنني منك، فدعا به فقال: يا سليمان أما ترضى مني بما رضي به من هو خير منك ممن هو خير مني فيمن هو الشركة المتعهدة من علي قال: وما ذلك قال: الله تعالى رضي من عيسى وهو خير مني إذ قال في بني إسرائيل وهم الشركة المتعهدة من علي: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) . قال فنظرت إلى الغضب يتحدر من وجهه حتى صار في طرف أرنبته ثم قال: خليا سبيله، فعاد إلى مشيته فما رأيت رجلاً قط خيراً من ألف رجل غيره وإذا هو طلحة بن مطرف.
قال سليمان لعدي بن الرقاع: أنشدني قولك في الخمرة، فأنشده:
كميت إذا شجت وفي الكأس وردة ... لها في عظام الشاربين دبيب
تريك القذى من دونها وهي دونه ... لوجه أخيها في الإناء قطوب فقال سليمان: شربتها ورب الكعبة! فقال عدي: والله يا أمير المؤمنين لئن رابك وصفي لها لقد رابني معرفتك بها، فتضاحكا وأخذا في الحديث.
وكان سليمان هرب من الطاعون، فقيل له: إن الله عز وجل يقول: (قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل وإذا لا تمتعون إلا قليلاً) . قال: ذلك القليل اطلب.
وقع بين ابن لعمر بن عبد العزيز وبين ابن لسليمان بن عبد الملك كلام فجعل ابن عمر يذكر فضل أبيه ويصفه فقال له ابن سليمان: إن شئت فأكثر أو فأقلل