له: سل أمير المؤمنين حاجة، قال: ما آخذ خاصاً دون عام، ثم خرج.
ظلم عامل لسليمان رجلاً فقال: يا أمير المؤمنين إني أحذرك يوم الأذان، قال: وما يوم الأذان قال: قوله تعالى: (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) ، قال: لا جرم لا أبرح أو تصل إلى حقك.
وغضب سليمان بن عبد الملك على خالد القسري، فلما أدخل عليه قال: يا أمير المؤمنين إن القدرة تذهب الحفيظة وإنك تجل عن العقوبة، فإن تعف فأهل لذلك أنت، وإن تعاقب فأهل لذلك أنا، فعفا عنه.
احتال يزيد بن راشد في الدخول على سليمان متنكراً بعد أو لي الخلافة فقعد في السماط، وكان سليمان قد نذر أنه إن أفضت إليه الخلافة قطع لسانه لأنه كان ممن دعا إلى خلع سليمان والبيعة لعبد العزيز، فقال: يا أمير المؤمنين كن كنبي الله أيوب عليه السلام، ابتلي فصبر وأعطي فشكر وقدر فغفر، قال: ومن أنت قال: يزيد بن راشد، فعفا عنه.
كان سليمان قد طلب يزيد بن أبي مسلم كاتب الحجاج، فلما دخل عليه مكبلاً بالحديد ازدراه وقال: لعن الله رجلاً رفعك ووجهك في أمره، فقال له: رأيتني والأمر عني مدبر وعليك مقبل، ولو رأيتني والأمر مقبل علي لاستعظمت مني ما استصغرت ولاستجللت مني ما استحقرت، قال: صدقت، اجلس لا أم لك، فلما جلس قال له سليمان: عزمت عليك لتخبرني عن الحجاج ما ظنك به، أتراه يهوي بعد في جهنم أو قد استقر فيها فقال: يا أمير المؤمنين لا تقل هذا للحجاج فإنه بذل لكم نصحه وأحقن دونكم دمه وأمن وليكم وأخاف عدوكم، وإنه يأتي يوم القيامة عن يمين أبيك ويسار أخيك حيث شئت؛ فصاح سليمان: اخرج عني إلى لعنة الله.
بينما سليمان بن عبد الملك في مجلسه مر به رجل عليه ثياب يختال في مشيه، وكان العلاء بن كدير حاضراً فقال: ما ينبغي أن يكون إلا كوفياً وينبغي أن يكون من همدان، ثم قال: علي بالرجل، فأتي به فقال: ممن الرجل فقال: ويلك دعني حتى ترتد إلي نفسي، فتركه هنيهة ثم قال له: ممن الرجل فقال: من أهل العراق، قال: من أيهم قال: من أهل الكوفة، قال: من أي أهل