هو ما تسمع؛ قال سليمان للزهري: هل تعرفه قال: يا أمير المؤمنين إنه لجاري منذ ثلاثين سنة ما كلمته، قال أبو حازم: أجل والله لو أحببت الله لعرفتني ولكن لم تحب الله فنسيتني، فقال الزهري: يا أبا حازم تشتمني! قال: لا، ولكنك شتمت نفسك، أما علمت أن للجار حقاً كالقرابة حقاً كالقرابة
جاء سليمان يوماً إلى طاوس فلم ينظر إليه، فقيل له في ذلك، فقال: أردت أن يعلم أن الله رجالاً يزهدون فيما لديه.
وشاور سليمان عمر بن عبد العزيز في أمر، فقال سليمان: هل علينا عين فقال عمر نعم عين بصيرة لا تحتاج إلى تحديق، وسمع نافذ لا يحتاج إلى إصغاء.
حضر أعرابي إلى مائدة سليمان فجعل يمد يده فقال له الحاجب: كل ما بين يديك، فقال الأعرابي: من أجدب انتجع، فشق ذلك على سليمان وقال له: لا تعد إلينا؛ ودخل آخر فمد يده فقال له الحاجب: كل مما يليك، فقال: من أخصب تخير، فأعجب ذلك سليمان وقضى حوائجه.
وحكى عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير قال: كنت نديماً لسليمان بن عبد الملك، وإني لعنده ذات يوم إذ دخل عليه عمر بن عبد العزيز فقال: يا أمير المؤمنين إن بالباب أعرابياً وله دين، فلو أذنت له فسمعت كلامه، قال: نعم، يا غلام، إيذن للأعرابي، فلما دخل عليه قال: يا أمير المؤمنين إني مكلمك بكلام فاحتمله فإن وراءه ما يحب إن قلته، فقال له: يا أعرابي إنا لنجود بالاحتمال على من لا نأمن غيبه ولا نرجو نصحه وأنت المأمون غيباً والناصح جيباً فهات، فقال الأعرابي: أما إذا أمنت بادرة غضبك فإني مطلق لساني بما خرست به الألسن بإذنه، لحق الله عز وجل وحق أمانتك يا أمير المؤمنين، إنه تكنفك قوم أساءوا الاختيار لأنفسهم وابتاعوا دنياك بآخرتهم ورضاك بسخط الله، خافوك في الله ولم يخافوا الله فيك فلا تأمنهم على ما ائتمنك الله عليه فإنهم لم يألوا الأمانة والأمة خسفاً وعسفاً وأنت مسؤول عما اجترحوا وليسوا مسؤولين عما اجترحت، فلا تفسد آخرتك بدنيا غيرك، فإن المغبون كل المغبون من أفسد آخرته بدنيا غيره، فقال له سليمانك أما أنت فقد سللت علينا لسانك وهو أقطع من سيفك، قال: نعم يا أمير المؤمنين وهو لك لا لغيرك، فقيل