منه أن اقره على عمله، فأرسل إليه بالعزل فجمع جموعاً كبيرة وقدم من الصعيد على واحات واخترق تلك البراري إلى أن قدم عند تروجة من الاسكندرية وتوجه إلى القاهرة، فهرب منه العادل بن ريك فأخذ وقتل. وكانت مدة وزارته وزارة أبيه تسع سنين وشهراً واحداً وأياماً.
وصار شاور وزيرا تلقب بأمير الجيوش، وكان ذا شهامة ونجابة وفروسية. ثم أن الضرغام جمع جموعاً كبيرة ونازع شاور في الوزارة، وفي شهر رمضان ظهر أمره وانهزم شاور منه إلى الشام وصار ضرغام وراءه. فلما تمكن ضرغام من الوزارة، قتل كثيراً من الامراء المصريين لتخلو له البلاد من منازع. ثم ان شاور لما نازعه ضرغام في الوزارة قصد نور الدين محمود بن زنكي ملتجئاً إليه مستجيراً به، فأكرم مثواه وأحسن إليه وانعم عليه، وطلب منه إرسال العساكر معه إلى مصر ليعود إلى منصبه، ويكون لنور الدين ثلث خراج مصر بعد اقطاعات العساكر، ويكون شيركوه مقيماً بعساكره في مصر ويتصر بأمر نور الدين واختياره. وفبقي نور الدين يقدم إلى هذا العرض رجلاً ويؤخر أخرى، فتارة تحمله رعاية قصد شاور به وطلب الزيادة في الملك والتقوي على الفرنج، وتارة يمنعه خطر الطريق من أجل الفرنج وخوفاً من أن شاور أن استقرت قاعدته ربما لا يفي؛ ثم قوي عزمه على ارسال الجيوش، فتقدم بتجهيزها وازاحة عللها. وكان هوى أسد الدين في ذلك وعنده من الشجاعة وقة النفس ما لا يبالي بمخافة، فتجهز وساروا جميعاً وشاور صحبتهم في جمادى الأولى سنة تسع وخمسين، وتقدم نور الدين إلى شيركوه أن يعيد شاور إلى منصبه وينتقم له ممن نازعه، ووصل أسد الدين والعساكر إلى مدينة بلبيس، فخرج إليهم ناصر الدين أخو ضرغام بعسكر المصريين ولقيهم فانهزم وعاد إلى القاهرة مهزوماً، ووصل أسد الدين إلى القاهرة أواخر جمادى الآخرة، فخرج الملك المنصور أبو الأشبال ضرغام بن عامر بن سوار الملقب فارس المسلمين اللخمي المنذري - المذكور أول الترجمة - من القاهرة سلخ الشهر، فقتل عند مشهد السيدة نفيسة وبقي يومين ثم حمل ودفن بالقاهرة. وقتل أخوه ناصر الدين، وخلع