للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موسى ولي العهد بعد أبي جعفر فخلعه أبو جعفر] (١) .

وحكى الحريري في كتاب " درة الغواص " (٢) أنه كان لشريك المذكور جليس من بني أمية، فذكر شريك في بعض الأيام فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنهن فقال ذلك الأموي: نعم الرجل علي، فأغضبه ذلك وقال: ألعي يقال نعم الرجل (٣) فأمسك حتى سكن غضبه ثم قال: يا أبا عبد الله ألم يقل الله تعالى في الإخبار عن نفسه: (فقدرنا فنعم القادرون) ، وقال في أيوب: (إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب) ، وقال في سليمان: (ووهبنا لداود سليمان نعم العبد) ، فلا ترضى لعلي بما رضي الله به لنفسه ولأنبيائه فتنبه شريك عند ذلك لوهمه، وزادت مكانة ذلك الأموي من قلبه.

وكان عادلاً في قضائه كثير الصواب حاضر الجواب، قال له رجل يوماً: ما تقول فيمن أراد أن يقنت في الصبح قبل الركوع فقنت بعده فقال: هذا أراد أن يخطئ فأصاب.

وكان مولده ببخارى سنة خمس وتسعين للهجرة، وتولى القضاء بالكوفة ثم بالأهواز، وتوفي يوم السبت مستهل ذي القعدة سنة سبع وسبعين ومائة بالكوفة، وقال خليفة بن خياط: مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة، رحمه الله تعالى. وكان هارون الرشيد بالحيرة، فقصده ليصلي عليه فوجدهم قد صلوا عليه، فرجع.

والنخعي: بفتح النون والخاء المعجمة وبعدها عين مهملة، هذه النسبة إلى النخع، وهي قبيلة كبيرة من مذحج.

قلت: هكذا وجدت نسبه في " جمهرة النسب " لابن الكلبي، ثم وجدت في نسخة أخرى " ابن أبي شريك أوس بن الحارث بن ذهل بن وهبيل "، والله أعلم بالصواب.


(١) كل ما بين معقفين زيادة من ص.
(٢) انظر ص: ١٤٥.
(٣) زاد في أ: ولا يزاد على ذلك، ولم ترد العبارة في درة الغواص.

<<  <  ج: ص:  >  >>