للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ماهان لملاقاة طاهر بن الحسين، فلقيه بالري فقتل علي بن عيسى لسبع (١) خلون من شعبان سنة خمس وتسعين ومائة. قلت: وذكر الطبري في تاريخه (٢) هذه الواقعة في سنة خمس وتسعين، ولم يعين الشهر، لكنه قال: إنه قتل في الحروب، وسير طاهر بالخير إلى مرو، وبينهما نحو مائتين وخمسين فرسخاً، فسار الكتاب ليلة الجمعة وليلة السبت وليلة الأحد، ولم يذكر في أي شهر، فوصلهم يوم الأحد، ثم قال بعد هذا (٣) : وخرج علي بن عيسى من بغداد لسبع ليال خلون من شعبان من سنة خمس وتسعين. والظاهر أن ابن العظيمي اشتبه عليه يوم قتل علي بن عيسى بيوم خروجه من بغداد. ثم قال بعد هذا (٤) : إن الخبر وصل إلى بغداد بقتله يوم الخميس النصف من شوال من السنة، فيحتمل أنه قتل لسبع أو لتسع من شوال، وتصحف على الناسخ شوال بشعبان، فيكون كما قال الطبري خرج من بغداد في شعبان، وقتل في شوال أو في رمضان، والله أعلم.

وتقدم طاهر إلى بغداد وأخذ ما في طريقه من البلاد، وحاصر بغداد والأمين بها، وقتله يوم الأحد لست أو أربع خلون من صفر سنة ثمان وتسعين ومائة، ذكره الطبري في تاريخه؛ وقال غيره: إن طاهراً سير إلى المأمون يستأذنه في أمر الأمين إذا ظفر به، فبعث إليه بقميص غير مقور، فعلم أنه يريد قتله، فعمل على ذلك، والله أعلم؛ وحمل رأسه إلى خراسان ووضع بين يدي المأمون، وعقد للمأمون على الخلافة، فكان المأمون يرعاه لمناصحته وخدمته.

وقيل لطاهر ببغداد لما بلغ: ليهنك ما أدركته من هذه المنزلة التي لم يدركها أحد من نظرائك بخراسان، فقال: ليس يهنيني ذلك، لأني لا ارى عجائز بوشنج يتطلعن إلي من أعالي سطوحهن إذا مررت بهن، وإنما قال ذلك لأنه ولد ونشأ بها، وكان جده مصعب والياً عليها وعلى هراة.


(١) ص: لتسع.
(٢) تاريخ الطبري (حوادث: ١٩٥) ج ١٠: ١٤١ (من الطبعة المصرية: ١٣٢٦) .
(٣) ص: ١٤٩ من المصدر السابق.
(٤) نص ما قاله الطبري (ص: ١٥٣) : ومشى القواد بعضهم إلى بعض وذلك يوم الخميس للنصف من شوال سنة ١٩٥ فقالوا إن علياً (يعني علي بن عيسى بن ماهان) قد قتل.

<<  <  ج: ص:  >  >>