أنشدني أبو الحسن، عليّ بن هارون بن يحيى بن المنجّم «١» لنفسه، وكتب بها إلى عليّ بن هارون بن خلف بن طناب «٢» ، في غيبة كان غابها، وتأخرت عنه كتبه، وفيه صنعة لأبي الحسن بن طرخان «٣» :
بيني وبين الدهر فيك عتاب ... سيطول إن لم يمحه الإعتاب
يا غائبا بوصاله وكتابه ... هل يرتجى من غيبتيك إياب
ما غاب من لم ينأ صفو وداده ... والحاضرون وإن دنوا غيّاب [١٧١]
لولا التعلّل بالرجاء تقطّعت ... نفس عليك شعارها الأوصاب
لا يأس من روح الإله فإنّه ... يصل القطوع فيقدم الغيّاب
فإذا دنوت مواصلا فهو المنى ... سعد المحب وساعد الأحباب
وإذا نأيت فليس لي متعلّل ... إلّا رسول بالرضا وكتاب