أحمد بن إسحاق بن البهلول ولد بالأنبار سنة إحدى وثلاثين ومائتين في المحرم، ومات ببغداد في شهر ربيع الآخر سنة سبع عشرة وثلاثمائة.
وكان ثبتا في الحديث، ثقة، مأمونا، جيّد الضبط لما حدّث به، وكان متفنّنا في علوم شتى، منها الفقه على مذهب أبي حنيفة وأصحابه، وربما خالفهم في مسيئلات يسيرة.
وكان تام العلم باللغة، حسن القيام بالنحو على مذهب الكوفيين، وله فيه كتاب ألّفه.
وكان واسع الحفظ للشعر القديم، والمحدث «١» ، والأخبار الطوال «٢» ، والسير، والتفسير.
وكان شاعرا كثير الشعر جدا «٣» ، خطيبا حسن الخطابة والتفوّه بالكلام، لسنا، صالح الحفظ، والترسّل في المكاتبة، والبلاغة في المخاطبة.
وكان ورعا، متخشّنا في الحكم «٤» ، وتقلّد القضاء بالأنبار وهيت، وطريق الفرات، من قبل الموفق الناصر لدين الله، في سنة ستّ وسبعين