للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٥٤ كالسهم أصبح ريشه ممروطا]

أنبأنا محمد بن عبد الباقي «١» ، قال: أنبأنا علي بن المحسّن التنوخي «٢» ، قال:

حدّثنا أبو عمر بن حيويه «٣» ، قال: أنبأنا محمد بن خلف «٤» ، قال:

حدّثني عبد الله بن عمرو «٥» ، قال: حدّثنا علي بن الحسن، قال: حدّثنا داود ابن محمد، عن عمرو بن رزام، قال:

وفد فتى من نهد، يقال له صباح بن عامر، على الملوّح، أبي قيس المجنون، فسلّم عليه، وخبّره بنسبه، وقال له: إنّي قد وفدت من بلدي، لأنظر إلى قيس، وأسمع من شعره، فما فعل؟

فبكى الشيخ، حتى غشي عليه، ثم سكن، وقال: أنّى لك بقيس؟

إنّ قيسا عشق ابنة عم له، وإنّه جنّ على رأسها، فهو لا يأنس بأحد، يرد مع الوحوش، يوم ورودها، ويصدر معها إذا صدرت ولكن هاهنا شاب، يذهب إليه في كل وقت، وهو يأنس به، ويأخذ منه ما يقول، وقد حفظ له قصيدة يقال لها: المؤنسة، فإذا أنشده إياها أنس به وحدّثه، فإن شئت، فصر إليه.

قال صباح: فصرت إلى الفتى، فرحّب بي، وسألني عن حالي، فأخبرته.