للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٣٤ ابن الجصّاص يتحدّث عما سلم من أمواله من المصادرة ١

حكى ابن الجصاص «١» ، قال:

كنت يوم قبض عليّ المقتدر «٢» ، جالسا في داري، وأنا ضيّق الصدر، وكانت عادتي، إذا حصل مثل ذلك، أن أخرج جواهر كانت عندي في درج، معدة لمثل هذا، من ياقوت أحمر، وأصفر، وأزرق، وحبّا كبارا، ودرّا فاخرا، ما قيمته خمسون ألف دينار، وأضعه في صينيّة، وألعب به حتى يزول قبضي.

فاستدعيت بذلك الدرج، فأتي به بلا صينيّة، فأفرغته في حجري، وجلست في صحن داري، في بستان، في يوم بارد، طيّب الشمس، وهو مزهر بصنوف الشقائق «٣» والمنثور «٤» .

وأنا ألعب بذلك، إذ دخل الناس بالزعقات والمكروه، فلما رأيتهم دهشت، ونفضت جميع ما كان في حجري من الجوهر، بين ذلك الزهر في البستان، فلم يروه.