للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٢ الوزير ابن الزيات يذكر البرامكة وهو في التنور]

وفي معنى هذا [٧ ب] ما أذكره، وإن كان موجودا في الكتب، ولكنّه على سبيل الاستعادة، وهو حسن.

حدّثني أبو محمد يحيى بن محمد الأزديّ، قال: بلغني أنّ ابن الزيّات «١» لمّا حصل «٢» في التنّور قال له بعض خدمه: لهذا وشبهه كنّا نشير عليك بفعل الإحسان، وتقليد رقاب الرجال بالامتنان، واتّخاذ الصنائع في حال القدرة لتجازى بها الآن عند الحاجة.

فقال: لو كنت فعلت هذا، ما حصلت منه على طائل، لما في نفوس الناس من ضعف الإخاء، وكثرة الغدر، وقلّة الوفاء، وتراني كنت أفعل أكثر من أفعال البرامكة؟ ما نفعهم لمّا حصلوا في مثل حالي من إسلام الزمان وجور السلطان؟

فقال له الخادم: لو لم ينفعهم إلّا ذكرك لهم في مثل هذه الحال التي أنت فيها لكان ذلك أكبر نفع.