للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٧٩ من طريف حيل اللصوص- ١

ومن طريف حيل اللصوص، الواقعة في عهدنا «١» ، انّ أبا القاسم، عبيد الله بن محمد الخفّاف، حدّثني:

إنّه شاهد لصّا قد أخذ، وتشاهدوا عليه، إنّه يفشّ «٢» الأقفال في الدور اللطاف التي يخمّن على أنّها لعزب.

فإذا دخل، حفر في الدار حفرة لطيفة، كأنّها بئر النرد، وطرح فيها جوزات، كأنّ إنسانا كان يلاعبه، وأخرج منديلا فيه مقدار مائتي جوزة، فتركه إلى جانبها، ثم دار فكوّر كلّ ما في الدار، ممّا يطيق حمله.

فإن لم يفطن به أحد، خرج من الدار، وحمل ذلك كلّه.

وإن جاء [٥١ ب] صاحب الدار، ترك عليه قماشه، وطلب المفالتة والخروج.

فإن كان صاحب الدار جلدا، فواثبه ومنعه، وهمّ [٤٦ ط] بأخذه وصاح: اللصوص، واجتمع الجيران، أقبل عليه، وقال: ما أبردك، أنا أقامرك بالجوز منذ شهور وقد أفقرتني، وأخذت منّي كلّ ما أملكه، [وأهلكتني] «٣» ما صحت، ولا فضحتك بين جيرانك، أنت لمّا قمرتك الآن قماشك، أخذت تدّعي عليّ اللصوصية؟ يا غث، يا بارد، بيني وبينك دار القمار، الموضع الذي تعارفنا فيه، قل بحذائهم، وبحذاء هؤلاء الحاضرين،