لما ولي القاسم «٢» الوزارة «٣» بعد موت أبيه، ودخل داره، وقفت في صحن الدار، لينصرف الناس، ودخل هو ليستريح، فيخرج للناس، فلا أنسى هيبتي عند غلمانه، حيث دخلت عليه، فلم أمنع، فوجدته قد صلّى وسلّم، وهو يدعو الله في خلوته، وليس بحضرته أحد، فلما رآني، قام إليّ، فانكببت على رجله.
فقال لي: يا سيدي، يا أبا إسحاق، أنت أستاذي، وهذا الذي أعتقده في إكرامك، وكان في نفسي أن أعاملك [به] قبل أن تشرّفني عند حضور الناس، وتوقير مجلس الخلافة، وإذا فعلت ذلك، فهو حقّك عليّ، وإذا لم أفعله، فهو نقص حق العلم والعمل.
قال: ثم ما أنكرت منه شيئا في عشرة، ولا مخاطبة، عما كان يعاملني به، إلى أن مات «٤» .